جريدة الاخبار 24 جريدة إلكترونية مغربية شاملة تتجدد على مدار الساعة. تقدم الجريدة أخبارا متنوعة
بعد تصنيف المحتجزين بتندوف كرهائن
مليكة بوخاري
تُعَدُّ قضية الصحراء المغربية واحدة من أبرز القضايا المعقدة في شمال إفريقيا، حيث تحتل مكانة مركزية في الصراعات الإقليمية والدولية، لطالما كانت هذه القضية محط اهتمام عالمي، خاصة في ظل التوترات المتزايدة بين الجزائر والمغرب، مما ألقى بظلالها على العلاقات بين الدول المعنية.
تطورات القضية وتأثيرها على الجزائر
في السنوات الأخيرة، شهدت قضية الصحراء تطورات سريعة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل ميليشيا البوليساريو وتأثير ذلك على السياسة الجزائرية، استغل النظام العسكري الجزائري هذه القضية لتعزيز نفوذه الإقليمي، متجاهلا الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها الجزائر منذ نحو خمسين سنة، وكما يسعى النظام إلى استخدام جميع أوراق الضغط ضد المغرب، من خلال خلق نزاعات دبلوماسية وحروب عسكرية تهدف إلى عرقلة تقدم المغرب .
احتجاز المواطنين كوسيلة للضغط
من بين الأساليب التي تتبعها الجزائر، احتجاز الآلاف من المواطنين المغاربة من الأقاليم الجنوبية، ومنعهم من العودة إلى وطنهم، يستخدم هؤلاء كرهائن، في ظروف يرثى لها من الذل والهوان، والحرمان من أبسط الحقوق وأيضا أدوات للحصول على المساعدات الدولية، ويهددون بالعنف أو التعذيب لكل من أبدى أو حاول رفض الاحتجاز، أو مقاومة لعملاء المخابرات الجزائرية من قادة المرتزقة ، كما يستغلهم النظام العسكري الجزائري للحصول على المساعدات الدولية، مدعيا أنهم لاجئون.
الخطاب الملكي ودعوته للأمم المتحدة
في خطابه بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، أشار جلالة الملك محمد السادس بوضوح معاناة هؤلاء المحتجزين، معتبرا إياهم رهائن، وأكد الملك على ضرورة تدخل الأمم المتحدة لتوضيح الفرق بين الواقع الحقيقي الذي يمثله المغرب، والواقع المظلم الذي يعيشه المحتجزون في تندوف.
اختراعات الجزائر وتضخيم الأعداد
تسعى الجزائر إلى خلق “شعب وهمي لاجئ” لتضليل العالم حول واقع “المحتجزين”، وقد أظهرت تقارير عديدة أن الأعداد المبالغ فيها من اللاجئين هي جزء من استراتيجية الجزائر لاستمرار النزاع، تبدي الوثائق الرسمية أن العدد الحقيقي للمحتجزين أقل بكثير مما تدعيه الجزائر ومرتزقة البوليساريو.
دعوة إلى للمنتظم الدولي
تتطلب الأوضاع المتدهورة للمحتجزين في تندوف تدخلا دوليا عاجلا، يجب على الأمم المتحدة أن تتحمل مسؤولياتها وتعمل على إنهاء هذا الوضع القاسي، حيث يعاني العديد من المحتجزين من سوء التغذية وظروف الحياة القاسية، إن استمرار هذه الأوضاع غير مقبولة، ويجب أن يُجبر المجتمع الدولي الجزائر على اتخاذ خطوات ملموسة نحو تحسين ظروف هؤلاء المحتجزين.
الصراع المعقد
تظل قضية الصحراء المغربية تعكس صراعا معقدا يتجاوز الحدود، حيث تتداخل فيه المصالح السياسية والاقتصادية، فاستعادة المغرب لمواطنيه المحتجزين أولوية، وعلى المجتمع الدولي أن يلعب دورا فعالا في معالجة هذه القضية الإنسانية.
