احتفاء المغاربة برأس السنة الأمازيغية للنهوض بالهو

احتفاء المغاربة برأس السنة الأمازيغية للنهوض بالهوية الثقافية


احتفاء المغاربة برأس السنة الأمازيغية

مليكة بوخاري

يحتفل المغاربة، مثل العديد من شعوب شمال إفريقيا، برأس السنة الأمازيغية 2975، وذلك بعد مجموعة من الخطوات التي اتخذتها الدولة المغربية على مدار ربع قرن لدعم الأمازيغية كلغة وثقافة وهوية، ورغم هذه الجهود، ظل التباطؤ في تطبيق بعض بنود القانون التنظيمي رقم 26.16، الذي يحدد كيفية تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية في مجالات معينة، يثير مصدر القلق تساؤلات حول مسار المصالحة مع التاريخ المغربي، ويشير تقرير اليونسكو إلى أن هذا التباطؤ قد يساهم في انقراض اللغة، وقد شكل خطاب أجدير في 17 أكتوبر 2001 نقطة تحول في هذه المصالحة،  تلاه دستور جديد في 2011، ثم صدور القانون التنظيمي، مما يدل على إرادة حقيقية للنهوض بالأمازيغية. ومع ذلك، يواجه تنفيذ هذه المشاريع تحديات إدارية ومؤسساتية ولوجستيكية، خاصة في مجالات التعليم والإعلام.

جريدة إلكترونية مغربية شاملة تتجدد على مدار الساعة. تقدم الجريدة  أخبارا متنوعةإقرار رأس السنة الأمازيغية
بعد سنوات من المطالب الملحة من الحركة الأمازيغية وحقوقيين بإقرار رأس السنة الأمازيغية يوم عطلة رسمية مدفوعة الأجر، يحتفل المغاربة هذه السنة للمرة الثانية بهذه المناسبة، بعد أن كانت تقتصر على العائلات والنشطاء وجمعيات المجتمع المدني المهتمة بالشأن الأمازيغي، وتتحمل الحكومات المتعاقبة المسؤولية عن الوضع الحالي للأمازيغية،  سواء كان إيجابيا أو سلبيا، وخاصة تلك التي جاءت بعد دستور 2011، تعتبر الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب العربية، وأي تأخير في إحياء هذه اللغة قد يؤدي إلى انقراضها، وهو ما لا يتمناه أحدالمغرب، البلد الذي وصفه الملك محمد السادس بدولة عريقة تمتد لأكثر من اثني عشر قرنا، بالإضافة إلى تاريخه الأمازيغي الغني، وأن انقراض الأمازيغية إذا حدث، لن يكون نتيجة طبيعية، بل سيكون نتيجة لاستبدال لغوي، ويعتبر أن فقدان الأمازيغية ستكون له عواقب وخيمة على الهوية والثقافة المغربية، مما سيؤدي إلى خسارة تراث لا يمكن تعويضه، يميز خصوصية البلاد.

جريدة إلكترونية مغربية شاملة تتجدد على مدار الساعة. تقدم الجريدة  أخبارا متنوعةإحياء رأس السنة الأمازيغية
يعبر العديد من المغاربة عن فخرهم بما أنجزه بلدهم عبر العصور، خاصة خلال فترات حكم دول المرابطين والموحدين والمرينيين، حيث امتدت إنجازاتهم إلى شبه الجزيرة الإيبرية ومناطق في إفريقيا جنوب الصحراء، مع دورهم البارز في دعم المسلمين في الأندلس وإطالة أمد الإسلام هناك، ومع ذلك، يجهل الكثيرون أن مؤسسي هذه الإمبراطوريات كانوا من الأمازيغ، بدءا من عبدالله بن ياسين، الذي يعتبر الأب الروحي للمرابطين، وصولا إلى المهدي بن تومرت الذي أسس رباط تنمل كقاعدة للدعوة الموحدية، وهذا يبدي أن الأمازيغية جزء أساسي من التراث الثقافي والتاريخي للمغرب ولا يمكن فصله عن هويته المتنوعة، ولتفادي خطر الانقراض، ينبغي على القطاعات الحكومية، خصوصا التعليم والإعلام، بذل جهود إضافية وتبني سياسات لغوية ترسخ من مكانة الأمازيغية، وتضمن ظهورها في البرامج التلفزيونية والإذاعية، نظرا للإقصاء الذي عانت منه على مدى عقود لأسباب سياسية وإيديولوجية، بينما حافظت الأمهات على اللغة الأمازيغية عبر الأجيال، فإن دور الدولة اليوم يعد حاسما لضمان استمرار هذه اللغة من خلال تعزيز التعليم وزيادة عدد معلمي الأمازيغية في المؤسسات التعليمية، خاصة بعد أن أصبحت لغة رسمية ودخلت إلى عالم الكتابة مع حرف تيفيناغ، وتسعى للخروج من قائمة اللغات المهددة بالانقراض وفقا لليونيسكو.

جريدة إلكترونية مغربية شاملة تتجدد على مدار الساعة. تقدم الجريدة  أخبارا متنوعةالأمازيغية في قلب الهوية الوطنية
وبخصوص احتفال السنة الأمازيغية، فإن البلاغ الملكي الصادر في 3 مايو 2023، أقر رسميا هذه السنة، يمثل خطوة مهمة في الاعتراف بالأمازيغية كمكون أساسي من الهوية المغربية، واعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة، وقد صادق مجلس الحكومة في 23 نوفمبر من نفس السنة على مشروعين مرسومين لتحديد يوم 14 يناير كعيد وطني مؤدى عنه، ويمثل 14 يناير أيضا يوما تاريخيا في مسيرة الأمازيغية بالمغرب، حيث عين الأستاذ محمد شفيق كأول عميد للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في 14 يناير 2002، بهدف الحفاظ على الثقافة الأمازيغية وتعزيزها.

جريدة إلكترونية مغربية شاملة تتجدد على مدار الساعة. تقدم الجريدة  أخبارا متنوعةإحياء التراث وترسيخ الهوية الثقافية
رغم اختلاف الآراء حول تسميات وطرق الاحتفال بالسنة الأمازيغية، يتفق المغاربة على أهمية إحياء هذه المناسبة للحفاظ على التراث الثقافي الأمازيغي وضمان انتقاله عبر الأجيال، يحمل هذا الاحتفال دلالات رمزية عميقة، حيث يعتبر تكريما للأرض وخيراتها، ويعرف بالسنة الفلاحية، مما يعكس الارتباط الوثيق بين الأمازيغ والطبيعة وأهمية الحفاظ على الأنظمة البيئية، خاصة في ظل التحديات البيئية التي تواجه البلاد، وبذلك، يعد ترسيم رأس السنة الأمازيغية، جنبا إلى جنب مع المبادرات الأخرى، خطوة نحو استعادة اعتبار الأمازيغية كلغة وثقافة وهوية، مما يعزز مكانة المغرب كمنارة تستفيد منها شعوب شمال إفريقيا في هذا المجال.


تحقق أيضا

حملة تلقيح ضد الحصبة للأطر الصحية بمكناس

حملة تلقيح ضد الحصبة للأطر الصحية بمكناس

حملة تلقيح ضد الحصبة للأطر الصحية بمكناس نظمت مندوبية الصحة والحماية الاجتماعية حملة تلقيح لتطعيم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *