رفضت النائبة ميشيل تاباروت عن حزب الجمهوريين ، انحياز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجمهورية الجزائرية على حساب المملكة المغربية.
وفي كلمة لها خلال جلسة الأسئلة الشفهية للحكومة بالمجلس الوطني الفرنسي ، أشارت إلى قرار رئيس الجمهورية الجزائرية ، القاضي بتعميم إستخدام قصيدة ضد فرنسا من النشيد الوطني الجزائري.
وفي هذا الصدد ، تساءلت الدبلوماسية الفرنسية نفسها موجهة كلامها لـ”ماكرون”: “ما هذا التجاهل الذي تعرض له رئيس الجمهورية، الزاعم أنه يريد تقديم زخم جديد للعلاقات الفرنسية الجزائرية؟ .
كما استرسلت “تاباروت” متسائلة: “هل يريد الرئيس الجزائري، بمثل هذا القرار، الاستهانة بإيمانويل ماكرون؟”، مقرة أن “الدبلوماسية الفرنسية تعيش على وقع تدهور سببه انحياز ماكرون إلى الجزائر على حساب المغرب”.
نائبة رئيس حزب “الجمهوريون” مضت قائلة، خلال كلمتها المسجلة، إنه “ليست المرة الأولى التي يهين فيها تبون باريس”، موضحة أنه “كان من المفترض أن يزور الرئيس الجزائري فرنسا ، بيد أنه آثر التوجه صوب روسيا، من أجل تعزيز شراكته مع بلد يهدد استقرار العالم وأمنه .
ولم تفوت “تاباروت” الفرصة دون أن تذكر بـ”التنازلات الكثيرة التي أقدم عليها ‘ساكن قصر الإليزيه’، قصد محاولة استمالة النظام الجزائري المعتمد كثيرا على الذاكرة المؤلمة .
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات المغربية-الفرنسية ليست في أفضل أحوالها لعدد من الأسباب ضمنها ، أولا عدم إفصاح باريس عن موقف رسمي وواضح من قضية الصحراء المغربية .
فضلا عن الدور الذي لعبته فرنسافي قرار البرلمان الأوربي بإدانة المغرب على خلفية حرية الصحافة، وكذا قضية بيغاسوس ، وإتهام المغرب باستعمال برنامج بيغاسوس للتنصت على هواتف مسؤولين فرنسيين .
ولذلك جاءت تصريحات ماكرون، بمفردات غريبة عن الدبلوماسية، تعبر عن استنفاد الرصيد واللجوء إلى الاستهلاك الإعلامي، لإقناع الداخل بدلا من إحداث تغيير شامل للأسس الفاشلة التي اعتمدها في إدارة سياسة بلاده الخارجية.
أصبحت فرنسا تعيش أفول دبلوماسيتها وتعرف أسوأ تراجع لنفوذها سواء في محيطها المغاربي، أو دورها في الشرق الأوسط، أو في محيطها الإفريقي، ولذلك لجأ ماكرون للاستهلاك الإعلامي لإسكات انتقادات الداخل ، بدلا من إحداث تغيير شامل للأسس الفاشلة التي اعتمدها في إدارة سياسة بلاده الخارجية .