هل الاحتفال باليوم العالمي للمرأة؟
حكيمة القرقوري
يحتفل العالم قاطبة في 8 مارس من كل سنة باليوم العالمي للمرأة، الذي يمثل فرصة لتسليط الضوء على إرادة النساء والتحديات التي يواجهنها في مختلف أنحاء العالم، حيث تعاني النساء من مجموعة متنوعة من التحديات، منها، الأزمات الاقتصادية والصراعات السياسية التي تؤثر بشكل خاص على حياتهن، وأيضا مواجهة التحديات اليومية في سبيل إعالة أنفسهن وأسرهن، ورغم ذلك، تظل روحهن القوية وقدرتهن على التكيف في ظل هذه الظروف.
تحديات النساء صراع أم فرصة للتغيير؟
تبدو النساء عناصر فاعلة في التغيير والتنمية، حيث يسعين لتحقيق تمكين اقتصادي واجتماعي لأنفسهن وللمجتمعات التي ينتمين إليها، وقد أثبتت النساء عبر التاريخ، قدرتهن على الإبداع والتأثير في مجالات متعددة، على الرغم من العقبات التي تعيق تطورهن وتعترض طريقهن للتقدم، وتسليط الضوء على التحديات التي يواجهنها، لكن، هل تحولت هذه المناسبة إلى ساحة صراع حيث يُنظر إلى الرجل كخصم والمرأة كضحية؟
تأثير السياسات العالمية على العلاقات بين الجنسين
تاريخيا، كانت المرأة والرجل شريكين في الكفاح والنضال معا في معارك التحرر وبناء المجتمعات، إلا أن هناك سياسات عالمية تسعى لتفكيك هذه الشراكة، مما يؤدي إلى انقسام بين الجنسين الى صراع مستمر، يأتي من هيئات دولية، تكون أحد اللاعبين الرئيسيين في صنع هذا الانقسام، وتتبنى شعارات جذابة منها “الحقوق والمساواة والتمكين”، لكنها غالبا ما تكتفي بالكلمات دون أن تتخذ خطوات فعلية.
سياسات عالمية وعجز فعلي
رفع شعار اليوم، “الحقوق والمساواة والتمكين لكافة النساء والفتيات”، قد يحمل دلالة غير عادلة، فلماذا التركيز على النساء فقط؟ هل الرجال مجرد أدوات لتحقيق المساواة، أم خصوم يجب التغلب عليهم؟، يبدو أن هناك دعوة ضمنية لفصل المرأة عن الرجل، وكأننا نعيش في عالم من الأعداء بدلا من أن نكون شركاء.
نضال المرأة أو التفكك بين الجنسين؟
عندما خرجت النساء العاملات في أوائل القرن العشرين للمطالبة بحقوقهن، لم يكن هدفهن فصل أنفسهن عن الرجال، بل تحسين أوضاع الجميع، لذا، هل يجب أن نحتفل في 8 مارس كذكرى لنضال المرأة، أم كتحذير من وجود قوى تسعى لتفكيك الروابط الإنسانية بين الجنسين؟.
احتفال بلا انقسام
يجب أن نعيد التفكير في كيفية احتفالنا بهذا اليوم، هل نحتاج إلى يوم يسلط الضوء على الانقسام؟، أم يوم يكرم الشراكة الحقيقية بين الرجل والمرأة؟ الاحتفال الحقيقي ينبغي أن يركز على ترسيخ التعاون والفهم المتبادل، وليس على خلق الفجوات.
تاريخ وشراكة حقيقية
ختاما، يجب أن يكون اليوم العالمي للمرأة مناسبة للاحتفاء بالتاريخ الغني من الكفاح المشترك، وتعزيز الفهم والتعاون بين الرجال والنساء، والعمل على بناء عالم تسود فيه المساواة والشراكة الحقيقية.