تصريحات الرئيس الجزائري وانتاج الفوسفاط
تناول الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في تصريحه الأخير موضوع تحقيق الاكتفاء لإنتاج الفوسفاط، وقد أعرب عن رغبته في أن تصبح الجزائر أحد أكبر منتجي الفوسفاط على مستوى القارة الإفريقية وربما على مستوى الدولي. ولكن يبدو أن هذا التصريح تجاهل بعض الوقائع المهمة المتعلقة بإنتاج الفوسفاط.في الحقيقة، هناك دول أخرى تتمتع بقدرات إنتاجية قوية في مجال الفوسفاط، مثل المغرب والولايات المتحدة الأمريكية والصين، والتي تعد من الدول الرائدة في هذا المجال. وبالتالي، فإن تصريح تبون يبدو غير واقعي وغير مبني على الحقائق الفعلية. وفي تقرير نشرته صحيفة H24INFO، حول تصريحات الرئيس الجزائري وتسليط الضوء عليها. أكد تقرير الصحيفة أن الجزائر تسعى لتصبح الرائدة في مجال الفوسفاط في إفريقيا وربما على مستوى العالم. وفي تصريحات أخرى، أوضح تبون وفقًا للصحيفة ذاتها، أنه عندما يتم نقل الفوسفاط إلى “ميناء عنابة”، فإن الجزائر ستحقق إنتاجًا عاليًا جدًا من هذه المادة الخام، وستصبح المنتج الأول في العالم أو ربما الثالث. وأشار إلى أن إنتاج الفوسفاط يمكن أن يحل محل صادرات النفط للجزائر. ومن ناحية أخرى، أجرت الصحيفة اتصالًا هاتفيًا مع مسؤول تنفيذي سابق في وزارة الطاقة والمناجم، وأكد أن احتياطيات الفوسفاط في الجزائر محدودة جدًا ولا تتجاوز ملياري طن بنسبة محتوى منخفضة جدًا تبلغ 10٪، وبالتالي فإن إنتاجها غير مربح اقتصاديًا. بناءً على ذلك، يمكن القول إن تصريحات الرئيس تبون بشأن رغبته في جعل الجزائر الدولة الأولى في إنتاج الفوسفاط تجاهلت الواقع الاقتصادي والموارد المتاحة. وعلى الرغم من أن الجزائر تسعى لتحقيق الاكتفاء في إنتاج الفوسفاط وتنويع مصادر الدخل، إلا أن القدرات الإنتاجية المحدودة ونسبة المحتوى المنخفضة في الاحتياطيات قد تجعل هذا الهدف غير مستدام اقتصاديًا. بشكل عام، يمكن القول إن تصريحات الرئيس تبون تحمل خيلا واسعا للجزائر في مجال إنتاج الفوسفاط، لعدم معرفته ومراعاته العوامل الاقتصادية والبيئية والاجتماعية المرتبطة بهذا القطاع.فربما الرئيس الجزائري يحلم بالاكتفاء الذاتي في إنتاج الفوسفاط تثير الشكوك. وفي تصريحاته الأخيرة، أعرب الرئيس الجزائري عن رغبته في جعل الجزائر أحد أكبر منتجي الفوسفاط في العالم وتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا القطاع. ومع ذلك، تثير تلك التصريحات شكوكًا بسبب الواقع الاقتصادي والتحديات التي تواجهها الجزائر في هذا المجال. في المقابل، يشدد مسؤولون في المغرب على أنهم يمتلكون أكبر احتياطيات الفوسفاط في العالم بنسبة 70% من الاحتياطي العالمي، ، ويصفون تصريحات الرئيس الجزائري بأنها مجرد أحلام وأكاذيب. وتؤكد دراسات وبيانات “المعهد الجيولوجي الأمريكي” لسنة 2022 ، أن المغرب يحتل المرتبة الأولى 50 مليار طن ،المركز الثاني يعود للصين 3,2 مليار طن في حين يذهب المركز الثالث لمصر 2,8 مليار طن . وبالإضافة إلى ذلك، يشير “المعهد الجيولوجي الأمريكي”، إلى أن هناك مشاريع توسيع القدرات في إنتاج الفوسفاط قيد التنفيذ في عدة دول حول العالم، بما في ذلك البرازيل وكازاخستان والمكسيك وروسيا وجنوب أفريقيا، دون ذكر الجزائر. وقد تتنافس بعض الدول مثل المغرب والأردن والمملكة العربية السعودية والبرازيل والولايات المتحدة على زيادة إنتاج الفوسفاط لتلبية الطلب المتزايد على هذه المادة الحيوية. كما ان الاعتماد على الواقع الاقتصادي والبيانات المتاحة، يبدو أن تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الفوسفاط بالجزائر يواجه تحديات كبيرة. ومن الأفضل للجزائر، تركيز جهودها على تطوير صناعات أخرى وزيادة التنوع الاقتصادي بدلاً من التمسك بأهداف غير قابلة للتحقيق في هذا القطاع. وبينما يبقى الخيال والحلم بالاكتفاء في إنتاج الفوسفاط قائمًا، من المفروض أن تعيد الجارة ، تقييم الإمكانيات والتحليل الاقتصادي بعناية لتمتطي المسار الاستثماري لعلها تحقق الاستدامة الاقتصادية للشعب الجزائري.