دعوة للكشف عن مصير ضحايا الاختفاء القسري بمخيمات تندوف

دعوة للكشف عن مصير ضحايا الاختفاء

دعت شبكة الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في شمال إفريقيا إلى تسليط الضوء على مصير ضحايا الاختفاء القسري في مخيمات تندوف بالجزائر، وذلك خلال المؤتمر العالمي الأول حول هذه القضية، الذي انعقد في جنيف يومي الأربعاء والخميس، وخلال هذا الحدث، ناقش ممثلو الشبكة مع خبراء الأمم المتحدة ومفوضي الاتحاد الإفريقي ومختلف المعنيين بهذه الانتهاكات الفظيعة.

قلق دولي حول الاختفاء
يعتبر بعض المسؤولين قيادة البوليساريو المقربين من رئيس الكيان الوهمي، مفقودا معتقلين بصورة غير قانونية من النظام العسكري الجزائري سنة 2009. منذ ذلك الحين، لم تتلق عائلات أي معلومات حول الاختفاء، ولا تزالت تنتظر معرفة المصير، وقد اعتبر رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في شمال إفريقيا،السيد: لحسن ناجي أن الصمت المستمر وانعدام المسؤولية بشأن هذه القضية تثير قلقا عميقا، مشيرا إلى أن الدعوات المتكررة التي وجهتها آليات حقوق الإنسان للدولة الجزائرية لم تسفر عن أي استجابة، ولا يزال مصير هؤلاء غامضا.

مصير المختفون من مخيمات تندوف
وحث ناجي المجتمع الدول والهيئات الإقليمية المعنية بحقوق الإنسان على تسليط الضوء على هذه القضية المأساوية، مطالبا النظام الجزائري بالكشف عن المكان والمصير، وأضاف: تستحق الأسر والأقارب معرفة حقيقة الاختفاء، داعيا المجتمع الدولي للضغط على الجزائر لتقديم معلومات دقيقة حول هذا الوضع، وكذلك على منظمات حقوق الإنسان مواصلة الدفاع عن حقوق المختفين وعائلاتهم، مؤكدا أن هناك حالات مشابهة، حيث يعد عدد المفقودين كبيرا، مشيرا إلى أن الشبكة سجلت 84 شخصا في عداد المفقودين، بينما ذكرت جمعيات أخرى أن أكثر من 140 صحراويا تعرضوا للاختطاف والتعذيب حتى الموت على يد قادة مرتزقة البوليساريو بتعاون مع أجهزة المخابرات الجزائرية في مراكز اعتقال سرية.

صوت أسر الضحايا في جنيف
شاركت شبكة الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان باعتبارها صوت أسر الضحايا بشمال إفريقيا في المظاهرات التي نظمت على هامش المؤتمر، بالإضافة إلى وقفة احتجاجية في حديقة المفقودين بالقرب من جنيف، بالتعاون مع 620 منظمة تمثل أسر ضحايا الاختفاء القسري حول العالم.

التصدى لمحاولات التشويش في مؤتمر الاختفاء القسري
تصدّى المغرب لمحاولات بعض الانفصاليين الذين سعوا لتعكير صفو مشاركته في المؤتمر الدولي الأول حول الاختفاء القسري، الذي انعقد في 15 و16 يناير 2025 بمدينة جنيف السويسرية، وقد ردّت فاطمة بركان، الكاتبة العامة للمندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان، على تلك المحاولات، معتبرة أن صراخهم داخل قاعة المؤتمر لا يحمل أي قيمة، ودعتهم إلى التركيز على الأوضاع في مخيمات تندوف بدلا من اللجوء إلى الضجيج.

انتقادات للممارسات المعيقة للاختفاء القسري
كما انتقدت بركان ما وصفته بالممارسات اليائسة التي تهدف إلى إرباك النقاش والتلاعب به لأغراض غير نبيلة، مشددة على أن موضوع المؤتمر الجاد يتمحور حول قضية حساسة تتعلق بمواجهة الاختفاء القسري، وأن المغرب ملتزم بشكل جاد بهذا التحدي، وأشارت المتحدثة إلى الجهود التي بذلتها المملكة في مجال العدالة الانتقالية، مما جعلها واحدة من الدول التي اتخذت خطوات مهمة في هذا الاتجاه، وقد تميزت مشاركة المغرب في المؤتمر بالالتزام بالدعوة لتنظيم ندوة إقليمية تتعلق بتبادل التجارب والخبرات حول تنفيذ أحكام الاتفاقية المعنية، على أن تكون هذه الندوة بمثابة منصة لتبادل الآراء ومناقشة التحديات التي تواجه الدول، مع اقتراح حلول عملية لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال.

إدراج الاختفاء القسري في قانون العقوبات
وفي السياق ذاته، أعلن المغرب عن إدراج جريمة الاختفاء القسري في مشروع قانون العقوبات، وذلك كجزء من الإصلاحات التشريعية، مما يجعلها انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان، وفي ختام كلمتها، أكدت الكاتبة العامة على عزم المغرب تعزيز آليات مكافحة الاختفاء القسري، والتزامه بالمساهمة الفعالة في القضاء عليه، مشيدة بمبادرة تنظيم مؤتمر عالمي لتبادل الخبرات حول هذا الموضوع في إطار عمل جماعي منسق.