قراءة في الموقف الأمريكي
في خطوة جديدة تعكس موقف الولايات المتحدة الثابت تجاه قضية الصحراء المغربية، أعادت واشنطن التأكيد، عبر مسؤول رفيع المستوى، على اعترافها بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، يضع هذا الموقف حدا للغموض الذي أحاط بالملف منذ تولي إدارة الرئيس جو بايدن، تأتي هذه الديناميكية بعد دعوة الرئيس السابق دونالد ترامب للجزائر والبوليساريو للانخراط في مفاوضات عاجلة حول الصحراء، استنادا إلى مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب، وتم وصف هذه المبادرة في بيان رسمي بأنها “الإطار الوحيد للتفاوض على حل مقبول للطرفين”.
دعم أمريكي لإنهاء النزاع في الصحراء
يثير هذا التحول، الاستمرارية الواضحة في الموقف الأمريكي، حول إمكانية الوصول إلى نهاية النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، خاصة مع تزايد الاعتراف والتوافق الدولي حول المبادرة المغربية وتراجع التأثير الدبلوماسي للبوليساريو، يشير تجديد الدعم الأمريكي للمقترح المغربي في هذا الوقت الحساس إلى فرصة جديدة لإعادة تشكيل التوازنات الإقليمية في ظل التوترات الراهنة في شمال إفريقيا.
دعم أمريكي لمبادرة الحكم الذاتي المغربي
وأن دعم الولايات المتحدة لمبادرة الحكم الذاتي المغربية ليس مجرد موقف دبلوماسي عابر، بل يمثل تحولا نوعيا في السياسة الأمريكية تجاه قضية الصحراء. وأن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول سيادة المغرب تتجاوز التكتيكات السياسية، مما يعكس استراتيجية أوسع لتحقيق الاستقرار في شمال إفريقيا.
دعم المبادرة المغربية كحل عملي
وأن الرؤية الأمريكية للصراع أصبحت أكثر واقعية، خصوصا بعد فشل المبادرات التي اعتمدت على مقترحات منها: خيار الاستفتاء، وتوضح الإدارة الأمريكية الحالية، مثل سابقتها، ترى في المبادرة المغربية حلا عمليا يضمن مصالح جميع الأطراف ويحد من حالة الجمود التي تعيق التنمية.
محاولات يائسة لمواجهة الموقف الأمريكي
وفيما يتعلق بالرد الجزائري الذي اعتبر الموقف الأمريكي “مخالفا للقانون الدولي”، فما هي إلا محاولة يائسة لمواكبة دبلوماسية تزداد تعقيدا، إذ تكتفي الجزائر بتصريحات متوترة عوضا عن تقديم بدائل واقعية، مما يجعلها تفقد زمام المبادرة.
تسوية نهائية قريبة
ختاما إن إمكانية طي ملف الصحراء المغربية لم تعد مسألة افتراضية، بل هي قضية وقت فقط، فالمعطيات المتراكمة، تشير الى الاعترافات المتتالية والى التحولات الإقليمية، وأن القضية تتجه نحو تسوية نهائية، خصوصا مع تآكل مشروع الانفصال، وأصبحت المبادرة المغربية مرجعية داخل الأمم المتحدة، مما يدل على انحسار الدعم الدولي لأطروحة الانفصال، ورغبة المجتمع الدولي في إنهاء هذا الملف العالق منذ عقود.