التوترات التي تؤثر على العلاقات الجزائرية الفرنسية
عندما يتعلق الأمر بزيارة رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد المجيد تبون، إلى فرنسا، فإن الأمور تصبح معقدة ومحفوفة بالتحديات، هذا ما كشف عنه برلمانيون جزائريون الذين ألقوا الضوء على هذه التحديات المستجدة ، من خلال وكالة “سبوتنيك” الروسية بجمع آراء وتصريحات برلمانيين جزائريين لإستطلاع وجهات نظرهم حول هذه المسألة.
تشير التقارير إلى أن هناك توترات تطغى على العلاقات الجزائرية الفرنسية، وهذا يعد عائقًا رئيسيًا يؤدي إلى تأجيل زيارة الرئيس تبون إلى فرنسا لأكثر من مرة ،والجدير بالذكر أن الجزائر قد إتجهت إلى الشرق، حيث تعاونت مع روسيا والصين، بدلاً من الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وتستند هذه التوترات إلى التاريخ المشترك الذي شهده البلدين، بما في ذلك فترة الإستعمار الفرنسي للجزائر، وتشير المصادر إلى أن إستضافة باريس لأعضاء حركة “ماك”، التي تسعى لتحقيق تقرير مصير في منطقة القبائل الجزائرية، كانت سببًا آخر في تفاقم الأزمة بين البلدين.
وتطالب جماعات ناشطة في منطقة القبائل، بقيادة “فرحات مهني” ، بالإستقلال عن الجزائر، حيث يرون أن حقوقهم مضطهدة وحريتهم مكبوتة، ويدعون إلى إحترام الإتفاقيات الدولية التي تحمي حقوقهم.
من ناحية أخرى، فإن زيارة الرئيس تبون إلى فرنسا قد تشهد تأجيلات متتالية، ويشدد المراقبون على أهمية أن تكون الزيارة في إطار شراكة متبادلة بين البلدين، وألا تكون مجرد إستغلال للمصالح الفرنسية فقط.
ومن المهم أيضًا الإشارة إلى أن الوضع في النيجر قد يزيد من الفجوة بين البلدين ويعزز التوترات بين باريس والجزائر العاصمة، فالبلدين ينظران إلى الأمور برؤى متباينة، وهذا يعرقل أي محاولة لتعزيز العلاقات في المستقبل القريب.
ويبدو أن الدعوة الجزائرية لزيارة فرنسا ولقاء إيمانويل ماكرون قد تم تجاهلها، نظرًا لعدم تحقيق شراكة متوازنة بين البلدين. يجب أن يتم التعامل مع العلاقات الجزائرية الفرنسية بمرونة واحترام المصالح المشتركة، من أجل تعزيز الثقة وتحقيق توازن حقيقي في العلاقات بين البلدين.