اخبار عاجلة
جريدة الاخبار 24

محاضرة السفير الفرنسي لتسليط الضوء على تجديد العلاقات المغربية الفرنسية


مليكة بوخاري
محاضرة السفير الفرنسي العلاقات المغربية الفرنسية

أكد كريستوف لوكورتيي، سفير فرنسا بالمغرب، على ضرورة تجديد العلاقات بين البلدين، مشددًا على أنه لا يجب الاعتقاد بأن العلاقات القديمة والتاريخية بينهما ستحل جميع المشكلات بشكل آلي، وأشار إلى أن الوضع الحالي يتطلب التعاطي مع الأزمات ومعالجتها بإخلاص لتحقيق الاحترام والتواصل الحقيقي، وليس مجرد صورة جميلة في وسائل الإعلام.

ألقى السفير الفرنسي هذه المحاضرة خلال مشاركته في ندوة نظمها مركز الأبحاث القانونية والاقتصادية والاجتماعية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية عين الشق بالدار البيضاء يوم الجمعة، مسيرا أن المغرب قد شهد تحسنًا في العقدَيْن الأخيرَيْن، ولكن الجانب الفرنسي لم يتغير في نظرته تجاه المغرب بالقدر الكافي، وأضاف قائلاً: “لقد فقدنا نحن الفرنسيون القليل من فهمنا للمغرب والارتباط الوثيق معه أكثر مما فعلتم”.

وعندما تذكَّر لوكورتيي فترة رئاسة جاك شيراك، وصفها بأنها “جميلة” في العلاقات بين البلدين، أكد أن هذه الفترة بالفعل قديمة، وأن العالم تغير بشكل كبير منذ ذلك الحين، وأن هناك تحديات جديدة تواجه العلاقات الثنائية. وأضاف قائلاً: “لقد تغيرت فرنسا أيضًا… ولكن من الأفضل أن نركز على الجانب المشرق في العلاقة مع فرنسا”، مشيرًا إلى أن سنة 2023 شهدت تحسنًا في العلاقات بين البلدين، حيث زار خمسة ملايين فرنسي المغرب، رغم عدم وجود زيارات رسمية، فقد لاحظ أن الفرنسيين كانوا أكثر من المغاربة في المدينة العتيقة بمراكش، وأنهم لم يؤثروا سلبًا على رغبة الفرنسيين في زيارة المغرب واستكشاف ثقافته الغنية وكرمه، واشار أيضا أن أكثر من مليون مغربي يعيشون في فرنسا ،ما يعزز الروابط الشخصية بين البلدين.

ومن الجانب الاقتصادي، أشار السفير الفرنسي إلى أن هناك فرصًا متنوعة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، مثل الاستثمار في البنية التحتية والطاقة المتجددة والتكنولوجيا والسياحة. مؤكدا أن الشركات الفرنسية مستعدة للمساهمة في تطوير الاقتصاد المغربي وخلق فرص عمل للشباب.

وفي نهاية المحاضرة، دعا السفير الفرنسي إلى تبني روح الشراكة والتعاون المثمر بين البلدين، والتغلب على التحديات المشتركة منها التطرف والإرهاب والهجرة غير الشرعية”.

وقد أعرب عن تفاؤله بمستقبل العلاقات المغربية الفرنسية، وأن هناك إرادة سياسية قوية من الجانبين لتعزيز هذه العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات.

جريدة الاخبار 24

تجديد العلاقات المغربية الفرنسية يعتبر أمرًا هامًا في السياق الدولي الحالي، حيث يمكن للبلدين أن يعملا معًا على مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه العالم، بالإضافة إلى استغلال الفرص المشتركة لتحقيق التنمية والازدهار للبلدين والمنطقة بأكملها ، وأدلى لوكورتيي بهذه التصريحات ، بعد طرح الأسئلة المتعلقة بالصحراء المغربية، أجاب السفير الفرنسي بوضوح ، معتبرًا هذا الموضوع أمرًا مهمًا للغاية، وأشار أنه من الضروري أخذ اهتمامات المملكة المغربية الكبرى بالاعتبار، حيث أن موقف الدولة من هذا الملف يعد معيارًا لتقييم العلاقات معها، وأنه من السذاجة عدم الاحترام أن نبني العلاقات المستقبلية دون النظر إلى هذا الموضوع ودون الاعتراف بالدور الأساسي الذي يلعبه المغرب في القضية، سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل.

كما أشار السفير، إلى تصريحات وزير الخارجية الفرنسي الجديد، ستيفان سيجورنيه، الذي أشرف على ملف العلاقات مع المغرب من طرف رئيس الجمهورية، بهدف تحسين هذه العلاقات. وكما أعرب السفير الفرنسي عن اعتقاده بأن العلاقة بين البلدين تعتمد على “قدر موضوعي”، حيث أن علاقة أوروبا بالمنطقة الجنوبية تمر بالمغرب ،و عن اهتمام فرنسا برؤية الملك محمد السادس بشأن القارة الأفريقية، مشيرًا إلى أن إحداث منطقة مفتوحة ودينامية ومزدهرة تعد أمرًا هامًا للغاية. مؤكدا أنه في حالة عدم تحقيق هذا التعاون المشترك، فإن النتائج  تصبو الى عدم الاستقرار والإرهاب، وبالتالي، يتساءل السفير الفرنسي: “هل سننجح في بناء هذه المنطقة الكبيرة دون استبعاد الآخرين ومن خلال تعزيز التعاون وتطوير المشاريع المشتركة؟”.

جريدة الاخبار 24

خارطة طريق للاستقرار والتنمية في المنطقة

وباستمراره في التحدث عن “فكرة الامتزاج مع رؤية واستراتيجية المغرب التي عبر عنها بوضوح واقناع”، أعرب المتحدث عن تصوّره لإعادة تأسيس شراكتنا مع المغرب ومرافقته، وليس بمقاربة إحسانية أبوية، بل لأن ذلك في مصلحتنا، ولتعزيز العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، فالمغرب قد حقق الكثير، وهناك الكثير ما زال ينبغي أن يتم في المجالات الصناعية والقيم ورأس المال البشري والمعايير والنماذج، لأن المغرب بلد ذكي، ولديه علاقات خاصة مع الاتحاد الأوروبي منذ الستينيات، وتوحيد المعايير مع الاتحاد الأوروبي سيساهم في تعميق الاندماج”، مشيراً إلى أن “كل الصراعات الحالية تهدف إلى فرض معايير خاصة على الآخر”.

وأكد السفير على أن ذلك يتماشى “مع الرؤية الملكية”، نظراً للبعد التاريخي والديني والإنساني” للمغرب، فـعلاقتنا قديمة وأكثر استقراراً ، فالمغرب هو أفضل بلد يتمتع برؤية للساحل ،وفيما يتعلق بـإفريقيا الغربية ، يوجد “فاعلون آخرون ليسوا أصدقاء لنا”، وليس الحديث عن روسيا بشكل خاص، ولكن عن تركيا والصين، فهم ليسوا أعداء لنا، ولكنهم لن يتركوا لنا مقعداً وما يقوم به كل من بلدينا بمفرده جيد، لكن علينا العمل معًا ، في ظل وجود منافسين وأعداء”، وقد قدّم المتحدث مثالاً على هؤلاء الأعداء بـداعش التي تهدد الجميع، فأحداث باريس في سنة 2015 تشير إلى أنه لا يمكننا أن نعتقد أن موقعًا صحراويًا بعيدًا لا يعني أننا لن نصبح ضحايا لما يحدث فيه من تطرف .

جريدة الاخبار 24

وشدد المتحدث على الحاجة إلى العمل “من أجل وجود خارطة طريق مشتركة”، قائلاً: “مهما قلنا عن فالسفير الفرنسي يؤكد التزام فرنسا بتعزيز شراكتها مع المغرب، وعن التزام فرنسا الراسخ بتعزيز شراكتها ، في إطار رؤية واستراتيجية المملكة المغربية، التي تعتبر الطريق الأمثل للتصدي للتحديات وتعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة.


تحقق أيضا

جريدة الاخبار 24

مراكش تحتضن اللقاء التحضيري الإقليمي استعدادا لمؤتمر أممي حول الجريمة والعدالة

مراكش تحتضن اللقاء التحضيري  انطلقت أشغال الاجتماع التحضيري الإقليمي لغرب آسيا، يوم الأربعاء 23 أبريل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *