الرئاسة التونسية تدعو قادة الجزائر وليبيا لأول لقاء تشاوري لتشكيل تكتل مغاربي جديد

الرئاسة التونسية تدعو قادة الجزائر وليبيا لأول لقاء تشاوري

وجهت الرئاسة التونسية الدعوة لقادة الجزائر وليبيا للمشاركة في الاجتماع التشاوري الأول للقادة المغاربيين، وحسب بيان الرئاسة الجزائرية يهدف هذا الاجتماع إلى بحث الأوضاع السائدة في المنطقة المغاربية ومواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية، وذلك بما يعود على شعوب البلدان الثلاثة بالنفع وفق بيان الرئاسة الجزائرية.

وبعد الاتفاق السابق بين القادة المغاربة على عقد لقاءات ثلاثية كل ثلاثة أشهر، تحتضن أولها تونس تهدف هذه الخطوة الى ابعاد المغرب وموريتانيا من المشاركة في هذا الاجتماع، وكما يرى مراقبون ذلك مناورة فاشلة للجزائر لتشكيل تحالف جديد على انقاض الاتحاد المغرب العربي الذي يعيش على وقع موت سريري يستثني المغرب، وهذا يعكس الصراع المفتعل المتواصل بين المملكة والجزائر حول قضية الصحراء المغربية ووحدته الترابية .

كما إعتبر المهتمون أن هدف الجزائر من وراء خلق هذا التكتل الثلاثي، الجديد، هو جعل المغرب خارج المعادلة المغاربية، وذلك على خلفية نجاح الرباط دبلوماسيا في تطويق الجارة الشرقية من الجنوب والغرب، وأيضا يعد هذا الرد فعل فاشل، بالنسبة للحضور القوي للمغرب في غرب أفريقيا، وكذا عرقلة المبادرة الأطلسية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس نصره الله.

وقد أعرب تونسيون عن تخوفهم من انضمام بلادهم إلى هذا التكتل الجديد الذي تقوده الجزائر، خوفا من الزج وتورطهم في الصراع مع المملكة حول ملف الصحراء المغربية، مشيرين أن هذه الخطوة قد تنسف العلاقات مع المغرب .

غياب موريتانيا يعود إلى تمسك الرئيس بالاتحاد المغرب العربي

وفي ذات السياق ،يرى بعض المراقبين غياب موريتانيا عن هذا الاجتماع، يعود إلى تمسك الرئيس الموريتاني “محمد ولد الشيخ الغزواني” باستمرار شرعية “اتحاد المغرب العربي”.

وقد أكد رئيس البرلمان الموريتاني “محمد ولد مكت” في بيان مشترك مع نظيره المغربي راشيد الطالبي العلمي أن نواكشوط والرباط “تتمسكان باتحاد المغرب العربي لكونه خيارا إستراتيجيا ومكسبا هاما لا رجعة فيه .

أما بخصوص دعوة “محمد يونس المنفي” رئيس المجلس الرئاسي الليبي لهذا الاجتماع رغم رفضه العلني لهذه المبادرة، فيرى المراقبون هذه الخطوة تهدفالى  إيهام الجميع بوجود اتفاق بين أطراف هذا التكتل المغاربي الجديد ، أو بما يسمى “الكيان الهجين“، وقد عبرت الحكومة الليبية في وقت سابق عن تمسكها بالصيغة الخماسية للاتحاد المغاربي ورفضها لتأسيس أي كيان سياسي جديد يقصي أي دولة كانت من هذا التكتل.

ويرى المراقبون أن كل مكونات الدولة الليبية ترفض الانخراط في أي لعبة سياسية جزائرية من شأنها تأزيم العلاقات المغاربية وإقبار حلم التكتل المغاربي الذي أنشئ قبل 35 سنة بمراكش، بهدف تعزيز الروابط السياسية والاقتصادية بين دول المنطقة.