اخبار عاجلة
جريدة الاخبار 24

جان لوك ميلانشون يتصدر الساحة بالمشهد السياسي الفرنسي


بوخاري مليكة

جان لوك ميلانشون يتصدر الساحة بالمشهد السياسي 

تلتقي أصداء الساحة الفرنسية بنبض الحاضر، ويتصاعد صوت جديد يهز أركان المشهد السياسي، إنه صوت رجل عجوز بروح شابة، ثائر مخضرم يرفض الانحناء أمام رياح التغيير. “جان لوك ميلانشون”، ذلك الاسم الذي أصبح على كل لسان، يقف اليوم على أعتاب تحول تاريخي في فرنسا، في زمن يتصاعد فيه خطاب اليمين وتترنح فيه أحلام اليسار، ها هو ميلانشون يعيد ترتيب أوراق اللعبة السياسية، محركا الجماهير بخطابه الذي وصف بـ”الناري وأفكاره الجريئة”. فمن يكون؟

بداية المسيرة السياسية

بدأ ميلانشون مسيرته السياسية كشاب يافع في صفوف الحزب الاشتراكي، متدرجا في المناصب حتى وصل إلى مجلس الشيوخ، لكن طموحه لم يتوقف عند هذا الحد، فبعد أربعة عقود من النضال السياسي، قرر أن يشق طريقه الخاص مؤسسا حزب “فرنسا الأبية” في 2016، ليكون منصة لأفكاره الراديكالية وحلمه بفرنسا أكثر عدالة واستدامة.

محاولات الوصول إلى قصر الإليزيه

ثلاثة محاولات للوصول إلى قصر الإليزيه، وفي كل مرة كان يقترب أكثر من هدفه، من 11% من الأصوات في 2012، إلى ما يقارب 22% في 2022، ورغم عدم فوزه بالرئاسة، إلا أن صدى أفكاره بدأ يتردد بقوة في أروقة السياسة الفرنسية.

نصر تاريخي في الأفق

يقف اليوم، ميلانشون على أعتاب نصر تاريخي، يتصدر نتائج الانتخابات البرلمانية، مهددا عرش الرئيس إيمانويل ماكرون وملقيا بظلال الشك على مستقبل اليمين المتطرف.

توحيد صفوف اليسار

بخطابه الناري ، استطاع ميلانشون أن يوحد صفوف اليسار المتشرذم، جامعا تحت مظلته الاشتراكيين والخضر في تحالف غير مسبوق، ممثلا بما وصفته تقارير صحفية، “صوت الطبقة العاملة، والشباب الساخط على السياسات النيوليبرالية، والمدافعين عن البيئة”.

نظرة متباينة

يصفه خصومه بالشعبوي والحالم، لكن أنصاره يرونه المنقذ الذي سيعيد توزيع الثروة ويحمي الخدمات العامة من شبح الخصخصة، بين هذا وذاك، يبقى ميلانشون ظاهرة سياسية في المشهد الفرنسي، رجل تجاوز السبعين ولكنه ما زال قادرا على إلهام الملايين وإثارة الجدل في آن واحد.

تحديات المستقبل

مع تصدر ائتلافه للانتخابات البرلمانية، يقف ميلانشون الآن على مفترق الطرق تاريخية، هل سيتمكن من ترجمة هذا النجاح إلى تغيير حقيقي في السياسة الفرنسية؟ أم أن الانقسامات العميقة في البرلمان ستعيق مشروعه الإصلاحي؟

رسم الخريطة السياسية

ومهما كانت النتيجة، فإن جان لوك ميلانشون قد نجح بالفعل في إعادة رسم خريطة السياسة الفرنسية، مثبتا أن صوت اليسار ما زال قويا وقادرا على التحدي في عصر صعود اليمين المتطرف، إنه الثائر المخضرم الذي رفض أن يستسلم لتيار الزمن، واختار بدلا من ذلك أن يغير مجراه.


تحقق أيضا

جريدة الاخبار 24

القرض الفلاحي يعقد شراكة مع شركة تربة لدعم التحول البيئي بالفلاحة المغربية

القرض الفلاحي يعقد شراكة شهد المعرض الدولي للفلاحة بمكناس يوم الخميس 24 أبريل لحظة فارقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *