المولى عبد الرحمن سلطان المغرب
يعد المولى عبد الرحمن أحد أبرز حكام الدولة العلوية في المغرب، حيث حكم البلاد ما بين سنتي 1822 و 1859، اشتهر بحكمه الرشيد و قدرته على إخماد الفتن و تحقيق الاستقرار في المغرب، كما امتد نفوذه إلى الجزائر، حيث حظي بدعم كبير من قبل علماءها و شعبها.
الجزائر تحت حكم المولى عبد الرحمن
في خضمّ ضعف الدولة العثمانية في الجزائر، قرر كبار علماء الجزائر وتلمسان مبايعة المولى عبد الرحمن قبل الاحتلال الفرنسي سنة 1830. أرسلوا رسائل إلى الفرنسيين تحمل قائمة بأسماء المبايعين، و أرسلوا رسائل إلى السلطان العلوي في مناسبتين، الأولى في مكناس والثانية في فاس، أدوا فيها طقوس البيعة.
موقف العلماء المغاربة
أشار بعض العلماء المغاربة على المولى عبد الرحمن بقبول بيعة العلماء الجزائريين، بينما حذر آخرون من أن يكون دافعهم هو الانتقام من الدولة العثمانية أو الهروب منها.
شعبية المولى عبد الرحمن في المغرب
وصل المولى عبد الرحمن إلى الحكم في وقت كانت فيه البلاد تعاني من عدم الاستقرار السياسي بسبب الصراعات بين أبناء السلطان محمد بن عبد الله، أدى ذلك إلى ترشيح اسم المولى عبد الرحمن لوضع حد للخلافات، فازدادت شعبيته في المغرب وخارجه.
إخماد الفتن
عمل المولى عبد الرحمن على إخماد الفتن التي اندلعت في مختلف مناطق المغرب، لا سيما في فاس ومراكش، احتوى غضب القبائل ونظم قوانين الضرائب، و نقل هذه الأخبار إلى التجار الجزائريون القادمون إلى مراكش، ما زاد من رغبة علماء الجزائر في مبايعته.
دعم الأمير عبد القادر
قدم المولى عبد الرحمن مساعدات للأمير عبد القادر الجزائري، الذي شاع بين الجزائريين أن مصدر تمويل ثورته ضد فرنسا هو السلطان المغربي، أكد ذلك موقف العلماء الجزائريين الذين بايعوه حاكما على الجزائر قبل بدء ثورة عبد القادر.
مراسلة المولى عبد الرحمن مع عبد القادر
كانت مراسلات المولى عبد الرحمن مع عبد القادر قبل معركة إسلي دليلا واضحا على تبعية الجزائر للمغرب سياسيا.
محاولة طمس التاريخ
بعد استقلال الجزائر عن فرنسا، حاول حكام الجزائر مسح جزء مهم من أرشيف المساعدات المغربية على عهد المولى عبد الرحمن، تُشير الأطروحات الجزائرية في التاريخ إلى غياب هذه التفاصيل، رغم وجود وثائق مبايعة العلماء الجزائريين للمولى عبد الرحمن.
الحقائق التاريخية
يعد المولى عبد الرحمن شخصية بارزة في تاريخ المغرب والجزائر، فقد حظي بنفوذ كبير في الجزائر، ودعم ثورة الأمير عبد القادر ضد فرنسا، تُظهر هذه الحقائق أهمية العلاقات التاريخية بين المغرب والجزائر، و ضرورة إعادة النظر في بعض الروايات التاريخية التي تحاول طمس هذه الحقائق.