مليكة بوخاري
لماذا يقلق هجوم حفتر الجزائر؟
أثار الهجوم الأخير الذي شنته قوات المشير خليفة حفتر بالقرب من الحدود الجزائرية مخاوف جدية في الجزائر، مما أدى إلى تصاعد التوترات الدبلوماسية بين البلدين، تعكس الأحداث المتسارعة الوضع الأمني المعقد في المنطقة وتأثيراتها على الاستقرار الإقليمي، وفي 7 غشت 2024، أطلقت وحدات صدام حفتر عملية عسكرية في المناطق الغربية والجنوبية من ليبيا، مستهدفة مناطق قريبة من الحدود الجزائرية، تتزامن هذه العمليات مع تحركات نحو منطقة السلفادور، المعروفة بتجارة البشر والمهاجرين، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني.
المخاوف الجزائرية
تعتبر الجزائر أن تحركات حفتر تشكل تهديدا مباشرا لأمنها الوطني، يعزز هذا القلق من خلال تقارير حول تحركات عسكرية قريبة من مناطق حساسة، مثل غدامس، التي تشكل نقطة استراتيجية للنفط والغاز، كما أن الجزائر تخشى من ضغوط عسكرية على حدودها، خاصة في ظل ذكريات الهجمات السابقة كالهجوم على موقع غاز تيقنتورين سنة 2013.
التحركات الدبلوماسية
ردت الجزائر على التصعيد العسكري من خلال دعوة الأطراف الليبية للحكمة وضبط النفس، وتأكيد المخاوف المشتركة مع الأمم المتحدة، كما إستقبل وزير الخارجية الجزائري السفير الليبي في خطوة تعكس رغبة الجزائر في تعزيز التعاون مع حكومة الوفاق الوطني.
التوترات التاريخية
تاريخيا، كانت العلاقات بين حفتر والجزائر متوترة، ففي سنة 2018، اتهم حفتر الجزائر بالتدخل في الشأن الليبي، مما زاد من حدة الخلافات، وقد صرح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في أكثر من مناسبة بأن الجزائر لن تقبل بتهديد أمنها.
التطورات المستقبلية
تستمر الجبهة الدبلوماسية في التفاعل، حيث تسعى الجزائر لتعزيز علاقاتها مع النيجر في إطار المنافسة على النفوذ الإقليمي، في المقابل، يبدو أن حفتر يسعى لتثبيت سلطته في الجنوب من خلال اتصالات مع دول مجاورة، تتجلى المخاوف الجزائرية من هجوم حفتر في تعقيدات الوضع الأمني والسياسي في المنطقة، مع استمرار التوترات، تبقى الجزائر في موقف حساس يتطلب منها اتخاذ خطوات استراتيجية لحماية مصالحها الوطنية.