بين الأمن الإقليمي والتوترات
أثار التقارب العسكري الأخير بين المغرب وإثيوبيا توجسا كبيرا لدى صناع القرار في الجزائر، والجارة الشرقية للمغرب، التي تحاول جاهدة إبعاد أي شكل من أشكال التعاون بين المغرب ودول القارة الأفريقية، حيث سعت إلى خلق أوهام حول هذا التعاون العسكري.
الزيارة الرسمية
تأتي زيارة الماريشال برهانو غولا جيلالشا، رئيس الأركان العامة لقوات الدفاع الإثيوبية، إلى المغرب في إطار تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين، وقد التقى برهانو بكبار المسؤولين العسكريين المغربيين، مما يعكس رغبة من كلا الطرفين في تطوير التعاون الأمني والعسكري.
التحركات الجزائرية
في المقابل، سعت المخابرات الجزائرية إلى تجنيد “ذبابها إلكتروني”، للترويج لمغالطات تتحدث عن أن هذا التقارب يشكل تهديدا للأمن القومي المصري، وقد ربطت هذه الأطراف بين العلاقة المغربية الإثيوبية والتوتر القائم بين إثيوبيا ومصر بشأن أزمة سد النهضة، مما يعكس محاولة الجزائر لاستغلال هذه الأزمة لتعزيز موقفها ضد المغرب.
التوترات الإقليمية
تصاعدت هذا الأسبوع حدة التوتر بين مصر وإثيوبيا بعد أن أرسلت مصر معدات عسكرية إلى الصومال، التي تشهد بدورها توترا في علاقاتها مع إثيوبيا، هذه الديناميكية تشكل جزءا من الصراع الإقليمي الأوسع، حيث تتداخل المصالح والتوترات.
رأي وتحليل الخبراء
صرح اللواء محمد عبد الواحد، الخبير المصري في الأمن القومي والشؤون الإفريقية، لقناة DW الألمانية بأن مصر ليست قلقة من التحركات المغربية في القارة الأفريقية، وأكد أن المغرب لم يقم بأي تحركات تهدد الأمن القومي المصري، مشيرا إلى عمق العلاقات بين البلدين وتوافقهما في العديد من الملفات الإقليمية، ويرى عبد الواحد أن المغرب يركز على تعزيز علاقاته في غرب إفريقيا، خاصة مع الدول الفرنكفونية، بينما يسعى أيضا إلى توسيع وجوده في مناطق القرن الإفريقي، ويعتبر إثيوبيا انها تمثل سوقا واعدا للمنتجات المغربية، بفضل عدد سكانها الذي يبلغ 120 مليون نسمة.
تغيير المواقف
المثير للاهتمام هو أن هناك دلائل تشير أن إثيوبيا قد تدرس تغيير موقفها من قضية الصحراء، مما قد يعكس توجها جديدا في العلاقات بين البلدين، لسحب اعترافها بالبوليساريو، فإن هذا سيفتح أفقا جديدا للتعاون بين المغرب وإثيوبيا، يبدو أن التقارب العسكري المغربي الإثيوبي هو شأن خاص بالبلدين ولا يشكل تهديدا للأمن القومي المصري كما تروج له بعض الأطراف، فإن العلاقات بين المغرب وإثيوبيا قد تفتح آفاقا جديدة للتعاون الإقليمي وتعكس تحولا في موازين القوى في القارة الأفريقية.