مليكة بوخاري
يوم عاشوراء مناسبة دينية متعددة الأبعاد
يُعتبر اليوم العاشر من شهر محرم في التقويم الهجري مناسبة دينية مهمة لعدة ديانات، بما في ذلك المسلمين من أهل السنة والشيعة، وكذلك اليهود، يُطلق عليه اسم “عاشوراء”، وتختلف أسباب الاحتفاء بهذا اليوم بين المذاهب والديانات المختلفة.
عاشوراء عند أهل السنة
بالنسبة للمسلمين من أهل السنة، يُعتبر يوم عاشوراء مناسبة للفرح والاحتفال، يصومون في هذا اليوم تأكيدا على سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي أوصى بصيامه، ترجع أصول هذا الصيام إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لاحظ أن اليهود كانوا يصومون في هذا اليوم، عندما سألهم عن السبب، أخبروه بأنه يوم نجاة سيدنا موسى عليه السلام من الغرق، لذلك، قرر النبي صلى الله عليه وسلم صيام هذا اليوم، وأوصى أيضا بصيام يوم٨ قبله، يُعرف بيوم “التاسوعاء”، للتفرقة عن صيام اليهود وتمييز المسلمين.
عاشوراء عند الشيعة
في المقابل، يحتفل المسلمون الشيعة بيوم عاشوراء بحزن وأسى، يتزامن هذا اليوم مع ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي، حفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في معركة كربلاء، ويحرص المسلمون الشيعة في مختلف البلدان على زيارة ضريح الإمام الحسين، وقراءة قصته، وتذكير أنفسهم بتضحيته.
عاشوراء في اليهودية
أما بالنسبة لليهود، فيُطلق على يوم عاشوراء اسم “يوم الغفران”. يعتبر هذا اليوم واحدا من الأيام المقدسة في اليهودية، ويعرف أيضا باسم “سبت الأسبات”. يستخدم اليهود هذا اليوم لطهارة أنفسهم من الذنوب والخطايا، وفقا لتقاليدهم الدينية، يشار إلى أن “كيبور” هو الاسم البابلي ليوم الغفران، حيث يعتبر يوم الكفارة والتطهير، يروي التراث الحاخامي أن هذا اليوم هو يوم نزول موسى عليه السلام للمرة الثانية بلوحي الشريعة بعد أن غفر الله لهم خطيئتهم في عبادة العجل الذهبي.
أهمية يوم عاشوراء في الدول الإسلامية
يلاحظ أن يوم عاشوراء يعتبر عطلة رسمية في العديد من الدول الإسلامية، تراعى في هذا اليوم التقدير والاحترام لتلك المناسبة الدينية المهمة لكل من المسلمين واليهود، وتعد هذه المناسبة فرصة للتأمل والتفكر في القيم الدينية والتاريخية التي تحملها، وكذلك لتعزيز الروابط الروحية بين الأفراد والمجتمعات، يمثل يوم عاشوراء مناسبة دينية متفردة تجمع بين الفرح والحزن، والتطهير الروحي، والتأمل في القيم الدينية العميقة. سواء كان ذلك من خلال الصيام، أو الحداد، أو الكفارة، فإن يوم عاشوراء يبقى يوما مميزا يحمل في طياته معان دينية وتاريخية متنوعة تستحق الاحترام والتقدير.