زيارة عطاف إلى دمشق في زمن التحولات والتغيرات الإقليمية الدولية

زيارة عطاف إلى دمشق

قام وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، بزيارة رسمية إلى دمشق يوم السبت الماضي، في وقت يشهد فيه المشهد السياسي الإقليمي والدولي تحولات كبيرة، خاصة بعد انهيار نظام الأسد الذي كان يحظى بدعم الجزائر، فمنذ تولي أحمد الشرع الرئاسة أحمد الشرع، اصبح رمزا للتغيير في السياسة السورية والعربية، وكان ينظر إليه في السابق كمحور متطرف من قبل عطاف ونظامه، فرغم السرعة المتوقعة التي تمت بها هذه الخطوة للتقرب، كانت مفاجئة للمراقبين، لزيارة عطاف إلى سوريا حاملا رسالة من الرئيس عبد المجيد تبون، لتفادي أي تقارب مغربي سوري.

محور الممانعة وعزلة الجزائر
فقد شكل سقوط نظام بشار فشلا لمحور الممانعة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي اعتبرت الجزائر نفسها جزءا منه، مما زاد من عزلتها السياسية، خصوصا مع التطورات الأخيرة في المنطقة ومحاولات إعادة إدماج سوريا في الساحة الدولية، هذه المستجدات أربكت الجزائر، حيث كانت علاقاتها قوية مع دمشق خلال فترة حكم الأسد، الذي كان يدعم موقف مرتزقة البوليساريو وصنيعتها الجزائر في النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، تسعى القيادة السورية الجديدة للعودة إلى الصف العربي، مما يعني تراجع ارتباطها بمحور الممانعة، وقد أبدت رغبتها في دعم القضايا التي تحظى بإجماع عربي، بما في ذلك قضية مغربية الصحراء، التي تتوافق عليها معظم الدول العربية.

فشل الجزائر وسط تحولات سياسية
فعلى الرغم من محاولات الجزائر الحفاظ على علاقاتها مع سوريا من خلال زيارة وزير خارجيتها، إلا أن هذه الجهود باءت بالفشل بسبب موقف النظام السوري الجديد الذي ينحاز للقضايا العربية الأساسية، خاصة تلك المتعلقة بالأمن والسلم، حيث يعتبر المغرب لاعبا رئيسيا في هذا المجال، يأتي هذا التحرك الجزائري في ظل عزلتها الدبلوماسية الناتجة عن مواقفها السابقة المؤيدة لبشار الأسد، مما يعكس تراجع أداء النظام العسكري الجزائري في المجال الدبلوماسي، فقد دعمت الجزائر نظام الأسد خلال الأزمة، بما في ذلك دعم الميليشيات التي قاتلت إلى جانبه، مما جعل سياستها الخارجية موضع انتقادات بسبب التناقض، الأمر الذي جعل من الصعب إعادة بناء الثقة بين البلدين كما كان في السابق.