الدروس الحسنية الرمضانية إشراقة
حكيمة القرقوري
تعتبر الدروس الحسنية الرمضانية من أبرز الفعاليات الثقافية والدينية التي تنظم في المملكة المغربية، حيث لم تقتصر هذه الدروس على الرجال فحسب، بل شهدت أيضا مشاركة فعالة وبارزة للمرأة المغربية. منذ بداية عهد الملك محمد السادس، تم تمكين النساء من حقوقهن وتعزيز مشاركتهن في مختلف المجالات، بما في ذلك المجال الديني، لقد كان لظهور العديد من العالمات المغربيات في هذه الدروس أثر كبير في تعزيز مكانتهن في المجتمع.
تمكين النساء في الدروس الحسنية
في ظل حكم جلالة الملك محمد السادس نصره الله، بدأت النساء العالمات تأخذ مكانتهن كمتحدثات في الدروس الحسنية، حيث أتيحت لهن الفرصة لإلقاء محاضرات بهذا التقليد العريق، ويبدو هذا التحول اعترافا بمكانتهن كعالمات وفقيهات قادرات على الإسهام في النقاشات الفكرية والدينية، ومن بين الأسماء البارزة التي شاركت في هذه الدروس، نجد الدكتورة رجاء ناجي المكاوي، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، التي ألقت درسا حسنيا بعنوان “الاجتهاد في المسألة النسائية”، تلاها فريدة زمرد، الأستاذة في دار الحديث الحسنية، التي قدمت درسا بعنوان “المرأة في القرآن بين الطبيعة والوظيفة”، تناولت الدكتورة السعدية بلمير في درسها في موضوع “حركة التقريب بين المذاهب: منطلقاتها وآفاقها المستقبلية”.
إسهامات المرأة في الدروس الحسنية
شهدت السنوات الأخيرة مشاركة مميزة من قبل النساء في الدروس الحسنية، حيث قدمت الدكتورة زينب العدوي درسًا حول “حماية المال العام في الإسلام”، والدكتورة سعيدة أملاح درسا بعنوان “عناية المغاربة بلغة القرآن الكريم”. كما ألقت الدكتورة عالية ماء العينين درسا في حضرة جلالة الملك بعنوان “مكانة الأم في الإسلام ودورها في نقل وترسيخ قيم المواطنة”، وتبعتها الدكتورة سعاد رحائم التي تناولت “أشراط الساعة في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف”، وكذلك، قدمت الدكتورة صفية عبد الرحيم الطيب محمد درسا حول “ثوابت الهوية الإسلامية في إفريقيا وتحديات المحافظة عليها”، يعتبر إشراك المرأة في المجال الديني دليلا على تعزيز دورها واعترافا بكفاءتها، مما يساهم في تعزيز مكانتها في الحياة الدينية والثقافية.
كفاءة المرأة ودورها الفعال في النقاش الديني
يعد إشراك المرأة في هذه الدروس تأكيدًا على كفاءتها وقدرتها على الإسهام في النقاشات الفكرية والدينية، مما يعكس الاعتراف بدورها الفعال. لقد ساهمت الإصلاحات التي شهدها الحقل الديني في المغرب منذ العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، مثل تأسيس “رابطة علماء المغرب”، في تعزيز هذا الاتجاه.
الوعي بقضايا المرأة والأسرة
تتناول الدروس الحسنية مواضيع متنوعة تتعلق بقضايا المرأة والأسرة، منها: حقوق المرأة في الإسلام والمساواة في إطار الشريعة، مما يساهم في زيادة الوعي المجتمعي بأهمية دور المرأة. أصبحتالمرأة المغربية نموذجًا يُحتذى بها في العالم الإسلامي، بهذه المشاركة، حيث تجمع بين الأصالة والمعاصرة في رؤيتها الدينية.
إبراز كفاءة النساء المغربيات
تمثل الدروس الحسنية الرمضانية منصة لإبراز كفاءة النساء المغربيات في المجال الديني والثقافي، مما يعكس روح الانفتاح والتجديد التي تميز المملكة المغربية. يُعزز الحضور النسائي الرؤية الشمولية التي تركز على المساواة، ويعكس فعالية المرأة كفاعل رئيسي في البناء الاجتماعي والديني.