اخبار عاجلة
    جريدة الاخبار 24

    صمت الجزائر وتناقضاتها الدبلوماسية في قضايا الصحراء المغربية وفلسطين


        صمت الجزائر وتناقضاتها الدبلوماسية 

    في تطور مثير للجدل، تم تسليط الضوء على المواقف الدبلوماسية المتناقضة للجزائر في قضايا الصحراء المغربية وفلسطين. في حين أدانت الجزائر موقف إسبانيا الذي دعم مقترح الحكم الذاتي المقدم من المغرب لحل النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، وفي ظل الازمة الذي يشهدها العالم قامت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا بإصدار بيان مشترك يدين “هجمات حماس” ودعمهم الموحد لإسرائيل، ولكن الجزائر اكتفت بالصمت تجاه هذه المواقف. وفي الوقت نفسه، تناولت وسائل الإعلام الجزائرية الموالية للنظام الجزائري ،بنشر تقارير عن مشاريع جديدة ضخمة اقتصادية ،وعقد شراكة بين الجزائر وإيطاليا، التي كانت واحدة من الدول الموقعة على البيان المشترك الذي أصدرته الدول الأوروبية في اثناء الحرب على قطاع غزة . ومما يثير الانتباه هو هذا الصمت للجزائر، التي تدعي دائمًا دعم القضية الفلسطينية بغض النظر عن الظروف، تساؤلات حول مواقفها الحقيقية تجاه القضايا العادلة وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها. فبحسب المحللين، يعتبر صمت الجزائر وعدم الاستنكار للبيان الأوروبي ومواقف الدول التي اعتبرت حماس “حركة إرهابية”، مع تقديمها بيانات محتشمة للغاية، وللمزيد من الدلائل تناقضات السياسة الخارجية الجزائرية في مواجهة القضية الفلسطينية وقضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية. ويشير المحللون إلى أن الجزائر بذلك تكشف اهتمامها الحقيقي إلا بالمغرب وقضاياه الوطنية، مما يشكل “حالة شاذة” في الممارسة الدبلوماسية والعلاقات الدولية. وفي هذا الصدد، يتساءل الكثير عن صدق الجزائر في دعمها للقضايا العادلة والحقوق الشعبية، وسط تناقضات مواقفها وصمتها في مواجهة التحديات الدولية. ويعكس هذا الواقع الدبلوماسي الجزائري.

    استغلال النظام الجزائري للقضية الفلسطينية

    إنكشف النظام الجزائري، الذي كان يستغل قضية الفلسطينيين سياسيًا ويستخدمها كأداة لكسب الشرعية وتحقيق مصالحه السياسية،واستغلال مشاعر الجزائريين وتحويل القضية الفلسطينية إلى سلعة يستخدمها لتحقيق بعض الأهداف، إذ يربط القضية الفلسطينية بقضية الصحراء المغربية ، بهدف تبرير عدائه ومواقفه المعادية للمغرب. وتعتبره العدو الأول، بدلاً من إسرائيل أو فرنسا أو غيرها من الدول. ويعكس ذلك حقيقة النظام الحزائري الذي يرد أو يعلق على مواقف الدول الأخرى التي اتخذت مواقف إيجابية تجاه تل أبيب، بينما يكتفي لتركيز جهوده الدبلوماسية والإعلامية في مهاجمة المغرب. وتتمحور سياسة النظام الجزائري في الساحة الدولية حول ملفين رئيسيين، ولا ثالث لهما . الأول قضية فلسطين، التي يستخدمها لتعزيز شرعيته الضائعة في نظر الشعب الجزائري. والثاني هو ملف الصحراءالمغربية ، الذي يستخدمه في تصفية حساباته مع المغرب، حيث فشل النظام العسكري في كل المخططات، ورغبة في إنشاء دولة مغاربية سادسة في المنطقة. والآن يسعى النظام إلى الحفاظ على الوضع كما هو في ظل التقدم الدبلوماسي الذي حققه المغرب.وفي ظاهرة غريبة وتدخل في الشؤون الداخلية للدول، علقت الجزائر على موقف إسبانيا لدعمها المبادرة المغربية وحل النزاع المفتعل في الصحراء المغربية ، فموقف إسبانيا يعد قرارًا سياديًا لا يخص الجزائر بأي شكل من الأشكال. ولكن ما دفع الجزائر إلى ذلك هو الإدراك بأن إسبانيا أعلنت دعمها للحكم الذاتي . وفي المقابل، لم نسمع أي صوت من الجزائر بشأن التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، على الرغم من أنها كانت تعتبر نفسها حاملة لهموم الفلسطينيين. ولكنها اكتفت بالصمت تجاه مواقف بعض الدول الأوروبية . يستمر النظام الجزائري استخدام القضية الفلسطينية ومرتزقتها، البوليساريو لتحقيق شرعيته المفقودة وتأمين دعم الشارع الجزائري. ويتم تقديم القضية الفلسطينية كسلعة تستخدم للأهداف السياسية.

    الجزائر وتراجع الزعامة المزعومة

    انتهى دور الجزائر ورئيسها الذي أراد أن يلعب دورًا قياديًا في العالم العربي من خلال الوقوف بجانب فلسطين. لكن التصرفات في الأزمة الحالية ،أظهرت الفشل والعجز عن تحقيق أي تأثير حقيقي. فقد اكتفى النظام العسكري ببعض البيانات التي لا تختلف عن تصريحات الدول التي لها علاقات تاريخية مع إسرائيل. هذا الوضع كشف الفشل الدريع لجنرلات الجزائر ورئيسه، الذي كان يدعي بالأمس القريب “زعيم عربي” عن طريق فلسطين ، عكس الحقيقة التي أبدتها الدول القوية والمؤثرة في دعم الفلسطينيين، بينما اكتفت الجزائر بمنع المظاهرات التضامنية مع فلسطين، مما يدل على أن دورها قد انتهى مع القضية الفلسطينية وقضية الصحراء المغربية أيضًا.

    الدبلوماسية الجزائرية بين الانتقائية والارتباك

    في عالم الدبلوماسية وتاريخ العلاقات الدولية، يمكن أن نشاهد غرائب وعجائب تتعلق بأساليب العمل والأولويات التي يتبعها الدبلوماسيون. ومن بين هذه الغرائب، نجد أن القضية التي تشغل الدبلوماسية الجزائرية ليست قضيتها الوطنية “الجزائر وشعبها” ، بل هي قضية تم افتعالها لخدمة أجندة خاصة، وهي قضية الصحراء المغربية والدفاع عن مرتزقة البوليساريو. فغياب الوازع الوطني الحقيقي وحضور الوازع العدائي للمغرب هو ما جعل العمل الدبلوماسي الجزائري يتصرف بشكل غير استراتيجي ومنفصل عن دور الجزائر في المجتمع الدولي. فهو يتبع ردود فعل انتقائية، حيث ينتقد المغرب ويعارض مواقفه في قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في حين يؤيد بلدانًا أخرى في نفس المجال بشكل أكثر جرأة من مواقف المملكة المغربية.
    فلماذا تحفظت الجزائر على البيان الأخير للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية؟ ، وذلك بسبب وجود بصمة مغربية في مخرجاتها. ويمكن الاستنتاج من ذلك أن الموقف الذي تتخذه الجزائر تجاه الدول التي تساند إسرائيل في إحراق غزة وقتل المدنيين هو موقف مخجل ، يعكس ارتباك الدبلوماسية الجزائرية وانتقائيتها في اتخاذ المواقف المتعلقة بالقضية الفلسطينية. فقد اعتاد الدبلوماسيون الجزائريون التباهي بموقفهم المؤيد لحماس والمظلومين من الصراعات. وبهذا الشكل، ظهرت دبلوماسية الجزائر، تعاني من انتقائية في اتخاذ المواقف وارتباك في إيجاد استراتيجية تخدم دور البلاد ،وفي المجتمع الدولي. فعوض أن تعمل على تعزيز العلاقات والتفاهم مع الدول المجاورة والشركاء الإقليميين والدوليين، تستمر في الانغماس في قضايا خارجية ليست ذات أهمية مباشرة لشعبها. كان على الدبلوماسية الجزائرية أن تبلور رؤية استراتيجية أكثر وضوحًا وموضوعية، ترتكز على مصالح الجزائر وتعزيز دورها الفاعل في العلاقات الدولية بشكل عام ، فالمصلحة الوطنية الجزائرية هي المحور الأساسي للعمل الدبلوماسي، وأن تتخلى الجزائر عن الانتقائية وتلتزم بمبادئ الحيادية والموضوعية في التعامل مع القضايا الدولية. فعلى الجزائر أن تعيد النظر في أولوياتها الدبلوماسية وتعمل على تطوير استراتيجية متكاملة تعزز مكانتها كلاعب رئيسي في المجتمع الدولي. يجب أن تركز على تعزيز التعاون الإقليمي، وتطوير الاقتصاد المحلي، وتعزيز العلاقات الثنائية مع الدول الشريكة في مختلف المجالات.


    تحقق أيضا

    جريدة الاخبار 24

    راشيد الطالبي العلمي الوحدة الترابية سبيل لتحقيق الأمن والتنمية بالمنطقة الأورومتوسطية

    راشيد الطالبي العلمي الوحدة الترابية أبرز رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، خلال المؤتمر المنعقد …

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *