إسرائيل تستعد لمواجهة حزب الله
في تصعيد للتوترات الإقليمية، أعلن مسؤول إسرائيلي اليوم أن تل أبيب تستعد للتصدي لحزب الله في لبنان بعد انتهاء الحرب ضد حماس في قطاع غزة. وأكد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي “تساحي هنغبي” أن إسرائيل تعتزم التركيز بشكل كامل على مواجهة حزب الله بما يتناسب مع قوته وتهديداته. وفي تصريحات صحفية، أشار “هنغبي” أن إسرائيل تتخذ وضعًا دفاعيًا على الحدود اللبنانية بهدف تجنب إرهاق قواتها، في حين تركز على تصفية حساباتها مع حماس في غزة. وأضاف أنه بعد إنهاء العملية العسكرية ضد حماس، ستستخدم إسرائيل الدروس المستفادة لمواجهة حزب الله اللبناني. تأتي هذه التصريحات على ضوء تحذيرات حزب الله الذي يعد حليفًا قويًا لإيران، حيث أكد أنه قد عزز ترسانته العسكرية منذ حرب سنة 2006 وأن قواته تشكل تهديدًا أكبر من ذي قبل. وزعم حزب الله أن ترسانته تضم الآن طائرات مسيرة وصواريخ قادرة على ضرب جميع أنحاء إسرائيل. وفي سياق متصل، قام مقاتلو حماس في لبنان والجماعة الإسلامية السنية اللبنانية بإطلاق صواريخ على إسرائيل في اشتباكات عنيفة على الحدود منذ أكتوبر الماضي. إلا أن حزب الله لم يقم بإطلاق الصواريخ التي تستهدف عمق إسرائيل، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد الأوضاع. ووفقًا للمصادر، فإن حزب الله قام بقصف أهداف مرئية عبر حدود إسرائيل باستخدام صواريخ كورنيت المضادة للدبابات، والتي استخدمها على نطاق واسع خلال حرب 2006. تلك الهجمات تعد إشارة إلى تصعيد الأوضاع وزيادة التوترات بين الجانبين. وعلى الرغم من أن كلا الجانبين يتحدث عن تطوير قدراته العسكرية واستعداده لمواجهة الآخر، إلا أن العديد من الأطراف الإقليمية والدولية تدعو إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد العسكري. وتظل المنطقة على أعتاب مواجهة خطيرة، حيث يتجاذب حزب الله وإسرائيل التهديدات والتحذيرات، مما يعزز من حالة عدم الاستقرار والقلق في المنطقة .وفي ظل هذا السياق، يتعين على الأطراف الدولية العمل على تهدئة التوترات وتعزيز الحوار والحل السلمي للنزاعات.فالتصعيد العسكري لا يمكن أن يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والخسائر البشرية، وقد تكون له تداعيات واسعة النطاق على الأمن والاستقرار في المنطقة. فعلى إسرائيل أن تتخذ خطوات حكيمة ومتزنة للتعامل مع التحديات الأمنية المختلفة، بما في ذلك تهديد حزب الله في لبنان. يجب أن تعمل على تعزيز الأمن الإقليمي وتعزيز الثقة بين الأطراف المعنية من خلال الحوار والتفاوض. من جانبه، يعتبر حزب الله أنه جزء لا يتجزأ من المقاومة ضد إسرائيل والتصدي لأي تهديدات تستهدف لبنان وسيادته. ومع ذلك، ينبغي على جميع الأطراف أن تتجنب التصعيد وأن تعمل على تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، من خلال الحوار والتفاهم والتعاون الدولي لتحقيق السلام والأمن في الشرق الأوسط، وذلك من خلال استكمال عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وحل النزاعات الإقليمية المستعصية، ما يتطلب جهود دولية مشتركة لتحقيقه.