المؤتمر الدولي الرابع للإدارة المتكاملة للموارد المائية في المناطق القاحلة بالعيون

المؤتمر الدولي الرابع للإدارة المتكاملة بالعيون

بمشاركة ثلة من الباحثين والخبراء والجامعيين المغاربة والأجانب في مجال الماء، افتتحت يوم الخميس بالعيون أشغال المؤتمر الدولي الرابع للإدارة المتكاملة للموارد المائية بالمناطق القاحلة. نُظمت هذه الفعالية ، من اللجنة المغربية للجمعية الدولية لهيدروجيولوجيين بشراكة مع وكالة الحوض المائي للساقية الحمراء ووادي الذهب ومديرية البحث والتخطيط المائي بوزارة التجهيز والماء. يشكل المؤتمر فرصة للنهوض بالبحث العلمي وتعزيز التواصل وتبادل التجارب بين المشاركين الوطنيين والدوليين حول قضايا الماء في المناطق القاحلة. تأتي هذه النسخة من المؤتمر تحت شعار “الإدارة التشاركية للموارد المائية بالمناطق القاحلة”، وتهدف إلى تمكين المتخصصين من الحوار وتبادل نتائج أبحاثهم المتعلقة بالحلول الممكنة للاستغلال الأمثل والتدبير المستدام للموارد المائية في تلك المناطق. وتسعى المناقشات والتوصيات الناتجة عن المؤتمر إلى تطوير نماذج جديدة لتدبير الطلب على الماء وتبني حكامة متقدمة للموارد المائية. وفي كلمة افتتاحية للمؤتمر، أكد ادريس حسناوي، مكلف بمهمة لدى مديرية البحث والتخطيط المائي بوزارة التجهيز والماء، أهمية تبادل الخبرات والتجارب في مجال الموارد المائية وتقديم مقترحات وتوصيات لمواجهة التحديات المرتبطة بالتنمية المستدامة لتلك الموارد. وأشار إلى التطورات الإيجابية التي شهدتها السياسة المائية في المغرب، بما في ذلك بناء السدود وتعزيز القدرة على التعامل مع الفيضانات، وذلك بفضل السياسات التي أطلقها الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله تراه ، وقد تم تعزيزها تحت قيادة الملك محمد السادس نصره الله وأيده. وأضاف ادريس حسناوي أن المغرب اعتمد المخطط الوطني للماء كخارطة طريق لمواجهة تحديات الماء على مدى الثلاثين سنة المقبلة، ويشمل هذا المخطط تنمية البنية التحتية المائية، وتطوير التقنيات المتقدمة لإدارة الموارد المائية، وتعزيز التشاركية والشراكات بين القطاعات المختلفة، بالإضافة إلى تعزيز الوعي العام بأهمية الماء وأثره على التنمية المستدامة. وفي نفس السياق، أشار محمد الهاشمي، رئيس اللجنة المغربية للجمعية الدولية لهيدروجيولوجيين، إلى ضرورة تطوير استراتيجيات متكاملة لإدارة الموارد المائية في المناطق القاحلة. وأكد أهمية التعاون الدولي في هذا المجال، حيث يمكن للدول المعرضة للتحديات المائية أن تتبادل الخبرات والممارسات الناجحة لتحقيق أفضل النتائج. ومن المتوقع أن يستمر المؤتمر لمدة يومين، وسيتضمن عروضاً ومحاضرات وورش عمل حول مواضيع متنوعة مثل إدارة المياه الجوفية، وتحلية المياه، وإدارة السدود، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قطاع الماء، وغيرها من المواضيع ذات الصلة. يعتبر هذا المؤتمر فرصة لإبراز التحديات التي تواجه المناطق القاحلة في إدارة الموارد المائية، وتبادل الأفكار والتجارب الناجحة في هذا المجال. وأن تساهم نتائج المؤتمر في تعزيز الجهود المبذولة للتنمية المستدامة وتحسين إدارة الموارد المائية في المناطق القاحلة.

الموارد المائية في المناطق القاحلة

لقد تم تنظيم المؤتمر بهدف إنشاء منصة للخبراء والباحثين لتبادل الخبرات والحلول العلمية والتقنية في مجال الحفاظ على الموارد المائية غير التقليدية، وخاصة في المناطق القاحلة، حيث أكد السيد المنصوري، في كلمته، على أهمية ضمان إنتاج وإدارة تلك الموارد وتعزيز البرامج الوطنية المعنية بها. من ناحية أخرى، أشار السيد سيدي مختار الكنتي، مدير وكالة الحوض المائي للساقية الحمراء ووادي الذهب، إلى أن إدارة الموارد المائية تحتاج إلى نهج تشاركي ومتكامل بين جميع الأطراف المعنية في مجال المياه. وأكد أن الوكالة تلعب دورًا رئيسيًا في إدارة وتخطيط تلك الموارد. وأضاف السيد الكنتي أن وكالة الحوض المائي للساقية الحمراء ووادي الذهب تعتزم توقيع ثلاث اتفاقيات شراكة مع المدرسة المحمدية للمهندسين والمدرسة الحسنية للأشغال العمومية وجامعة ابن زهر. تهدف إلى تعزيز البحث العلمي وتبادل المعرفة والنتائج المتعلقة بالموارد المائية، بالإضافة إلى تنظيم سلسلة من ورشات عمل حول موضوع المياه. يشمل برنامج المؤتمر الرابع، الذي يضم أكثر من 120 مشاركًا، سلسلة من الجلسات الموضوعية حول موارد المياه وتغير المناخ وكيفية التكيف والمرونة معه، وأيضًا حول طبقات المياه الجوفية الساحلية وجودتها وتشخيصها ورصدها، واقتصاد المياه في الزراعة واستراتيجيات الإدارة المتبعة، واستكشاف واستغلال موارد المياه العميقة. بالإضافة إلى ذلك، تم تنظيم أروقة مهنية في قاعة المؤتمر تتضمن عددًا من مكاتب الدراسة والشركات المتخصصة في دراسة وتنفيذ مشاريع الحفر، بالإضافة إلى مشاركة المؤسسات العامة.وفي إطار هذا الحدث، تم تنظيم ورشة عمل تكوينية لطلاب الدكتوراة في مجال حماية وإدارة الموارد المائية، وخاصة في المناطق القاحلة.كما يشمل برنامج المؤتمر زيارات ميدانية إلى مشاريع مائية في العيون، بما في ذلك محطة تحلية مياه البحر ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي وموقع الحفر العميق وسد الساقية الحمراء.تم افتتاح المؤتمر بحضور عدد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك والي جهة العيون – الساقية الحمراء وعامل إقليم العيون عبد السلام بكرات، ورئيس مجلس الجهة حمدي ولد الرشيد، ورؤساء المصالح الخارجية والمنتخبين.