هل ميلاد التكتل السياسي فرصة؟
فاطمة شكرود
ينتظر ميلاد تحالف سياسي جديد يحمل اسم “التكتل الشعبي”، وذلك يوم الخميس المقبل بمقر الأمانة العامة لحزب الحركة الشعبية بالرباط، يعتبر هذا اللقاء فرصة هامة للتداول حول الأرضية السياسية لهذا التكتل وتحديد أهدافه الرئيسية، التي تركز على الانفتاح على مختلف الهيئات الحزبية والديناميات المجتمعية، بعيدا عن التموقعات التنظيمية والتحالفات التقليدية.
أهداف ومبادئ التكتل
يسعى “التكتل الشعبي” إلى تقديم عرض سياسي جدي يمثل جيلا جديدا من التنسيق الحزبي، تحت سقف المؤسسات، مع الابتعاد عن الحسابات الانتخابية الضيقة، هذه المبادرة تستحق التنويه والتشجيع، حيث تساهم في تقليص تشرذم المشهد السياسي، إن الأحزاب الثلاثة المعنية تتبنى منهجية محمودة، هدفها خدمة المصلحة العامة.
التزام بالأمناء العامين
لا شك أن الأمناء العامين للأحزاب المعنية يتمتعون بجرأة وحماس، يعملون بتفان من أجل وطنهم تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، يبقى الهدف تجاوز المناصب، ويعكس الرغبة في تقديم خدمة حقيقية للمواطنين.
تساؤلات حول التجربة الجديدة
يبقى السؤال المطروح هل هذه المبادرة تمثل إحياءا لتجربة “ج 8” في نسخة مصغرة؟ أم ستنطلق هذه المرة من “ج 3″، في انتظار الانضمام إلى هذا الثلاثي؟ هل تتكتل الأحزاب الثلاثة من أجل خدمة الوطن والمواطنين، خاصة في ظل التحديات المقبلة التي تلوح في الأفق، والتي قد تكون صعبة في ظل هيمنة أحزاب الأغلبية؟
تحديات المستقبل
لا شك أن التأثيرات الناتجة ستظهر بوضوح سنة 2026، إضافة إلى التحديات المرتبطة بتنظيم مونديال 2030، الذي يأمل المغاربة أن يرفع بلادهم إلى مصاف الدول المتقدمة في مختلف المجالات، يتطلب هذا الأمر من الأحزاب أن تكون واعية بمستوى الرهانات وحاجيات المواطن البسيط، وأن تتكتل بشكل فعال بعيدا عن السعي لتحقيق مصالح ضيقة أو نشر خطابات إنشائية قديمة.
الحاجة إلى تغيير حقيقي
تتطلب المرحلة الحالية من جميع الأطراف العمل بجدية للقضاء على الفقر والتهميش والبطالة، وتوفير فرص العلاج للجميع، بالإضافة إلى تحسين جودة التعليم وإقرار العدالة الاجتماعية والمجالية. لقد عانى المغاربة من الوعود الوردية والفضفاضة، وارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى الشعور باللامبالاة، قد حان الوقت لتحقيق تغييرات ملموسة تلبي احتياجات المواطنين وتعزيز الرفاهية.