اخبار عاجلة
جريدة الاخبار 24

تأثير القرار الفرنسي على الديناميكيات السياسية توتر في العلاقات الجزائرية الفرنسية


مليكة بوخاري

تأثير القرار الفرنسي على الديناميكيات السياسية

في بيانها الأخير، أعربت الخارجية الجزائرية عن استنكارها الشديد للقرار الفرنسي الجديد الداعم لمخطط الحكم الذاتي المغربي للصحراء المغربية، هذا القرار أثار العديد من التساؤلات حول مدى تأثيره على العلاقات الجزائرية الفرنسية، وما إذا كانت الجزائر ستتخذ خطوات تصعيدية تصل إلى قطع العلاقات مع باريس.

الخلفية المغربية للأزمة

لطالما اعتبر المغرب أن قضية الصحراء هي المعيار الذي يقاس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات الدولية، فقد أشار العاهل المغربي في إحدى خطاباته إلى أن ملف الصحراء هو “النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم“، وقد شهد المغرب أزمات مشابهة مع دول أوروبية كألمانيا وإسبانيا، إلا أنه خرج باعترافات دولية تدعم موقفه من الحكم الذاتي للصحراء.

الموقف الجزائري والتحديات المستقبلية

من جانبها، لم تحقق الجزائر مكاسب مماثلة من أزمتها مع إسبانيا، وما زال السؤال مطروحا حول ما يمكن أن تخرج به من أزمتها المفترضة مع فرنسا، هناك تساؤلات حول الدول التي قد تتبع فرنسا في الاعتراف بمغربية الصحراء، وهل يمكن أن تشمل هذه الدول بريطانيا أو إيطاليا، أو حتى روسيا والصين.

التناقض الجزائري

رغم أن الجزائر تؤكد دائما أنها ليست طرفا في النزاع، إلا أنها تتصرف بشكل يوحي بعكس ذلك، فهي تقدم دعما ماديا وعسكريا ودبلوماسيا للجماعة الارهابية البوليساريو، وتسمح لها بالنشاط من داخل أراضيها، هذا الدعم يجعلها حساسة لأي تغيرات في المواقف الدولية تجاه قضية الصحراء.

التخوفات الجزائرية

تخشى الجزائر من أن يتم حل قضية الصحراء على أساس الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وهو ما قد يتعارض مع المصالح الجزائرية، رغم تأكيدها على قبولها بأي حل يرضى به مرتزقة البوليساريو، إلا أن التراجع عن موقفها الداعم للبوليساريو يبدو بعيد المنال بعد كل الجهود التي بذلتها في هذا الاتجاه.

المناورة الفرنسية

القرار الفرنسي الأخير يحمل دلالات متعددة، فهو يشير إلى للجزائر كطرف أساسي في النزاع للصحراء المغربية، وهذا ما أثار حفيظة الجزائر، خاصة وأن القرار الفرنسي قد تم إبلاغه للجزائر قبل صدوره الفعلي، وتظل التطورات المستقبلية مرهونة بردود الفعل الجزائرية والتحركات الدولية المقبلة، هل ستتمكن الجزائر من الحفاظ على موقفها الرافض لمغربية الصحراء؟، أم ستجد نفسها مضطرة للتكيف مع واقع جديد تفرضه الاعترافات الدولية المتزايدة بمخطط الحكم الذاتي المغربي؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة على هذه التساؤلات.

التأكيد الفرنسي لمغربية الصحراء بين الترحيب المغربي والعويل الجزائري

في خطوة أثارت تباينات واسعة، رحبت المغرب بتأكيد فرنسا لمغربية الصحراء، بينما عبرت الجزائر عن استياءها الشديد، هذا الموقف الفرنسي، الذي يعد دعما واضحا لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، صاحبته تعليقات متباينة من كلا البلدين، وفي هذا السياق، تواصل وسائل الإعلام الجزائرية نشر ما تعتبره “حقائق وتبريرات” حول القرار الفرنسي، مع محاولة لتضليل الرأي العام الجزائري.

التضليل الإعلامي الجزائري

الإعلام الجزائري لم يتوان عن ممارسة التضليل في نقل المعلومة حول القرار الفرنسي، فقد نقلت تصريحات لمسؤولين جزائريين، من بينهم وزير الخارجية أحمد عطاف، الذي حاول تفسير القرار الفرنسي بأسلوب غامض ومبهم، حيث قال في تصريح لوسائل إعلام جزائرية إن “الرئيس الفرنسي أخبر الرئيس الجزائري في آخر لقاء جمعهما يوم 13 يونيو الماضي على هامش اجتماع مجموعة السبع بمدينة باري الايطالية أن الرئيس كان على علم بهذه الخطوة، وأن هذه الخطوة ليست بالجديدة، وأنها فقط تذكير بموقف فرنسي كانت قد اعربت عنه فرنسا سنة 2007.

الرسالة الفرنسية الواضحة

على النقيض من ذلك، جاءت رسالة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لجلالة الملك محمد السادس لتدحض جميع الأكاذيب الجزائرية، فقد تضمنت الرسالة عبارات صريحة تؤكد مغربية الصحراء،  “حاضر ومستقبل الصحراء المغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية” وبالنسبة لفرنسا، فإن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يعد الإطار الذي يجب من خلاله حل هذه القضية، كما أكدت الرسالة أن “مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب هو الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي للنزاع القائم منذ فترة طويلة حول المنطقة.

ارتباك الحكومة الجزائرية

تصريحات وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف كشفت عن ارتباك واضح في الموقف الجزائري، فقد أشار أن الرئيس الجزائري تم إطلاعه مسبقا على هذا القرار الفرنسي، مما يدل على أن النظام الجزائري كان على علم بالموقف الفرنسي الداعم لمغربية الصحراء، هذا الاعتراف أدى إلى حالة من الارتباك في الحكومة الجزائرية، التي كانت تتكتم على هذه المعلومات منذ يونيو الماضي، قبل أن تسرب الرسالة الفرنسية التي تؤكد مغربية الصحراء.

انسحاب السفير الجزائري

ردا على الخطوة الفرنسية، قررت الجزائر سحب سفيرها لدى الجمهورية الفرنسية بأثر فوري، هذا القرار جاء عقب اعتراف السلطات الفرنسية بالموقف المغربي للحكم الذاتي كأساس وحيد لحل نزاع الصحراء المغربية، ما يعكس حجم الأزمة الدبلوماسية التي خلفها الموقف الفرنسي بين البلدين، وتظل قضية الصحراء المغربية موضوعا حساسا ومعقدا، ولكن التأكيد الفرنسي على مغربية الصحراء ودعمه لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يعد خطوة مهمة نحو حل النزاع، بينما يواصل الإعلام الجزائري محاولاته لتضليل الرأي العام، تبقى الحقائق واضحة ومدعومة بمواقف دولية قوية تؤكد مغربية الصحراء.


تحقق أيضا

جريدة الاخبار 24

القرض الفلاحي يعقد شراكة مع شركة تربة لدعم التحول البيئي بالفلاحة المغربية

القرض الفلاحي يعقد شراكة شهد المعرض الدولي للفلاحة بمكناس يوم الخميس 24 أبريل لحظة فارقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *