انتشار الكلاب الضالة واقع يثير للقلق
حكيمة القرقوري
تحوّل انتشار قطعان الكلاب الضالة بمدينة القنيطرة بشكل لافت للأنظار إلى مصدر قلق، بعدما احتلت هذه الحيوانات معظم الساحات والشوارع بالمدينة، وكذا أبواب المؤسسات التعليمية والحدائق، هذا الوضع أثار قلق السكان الذين يعانون من تهديد دائم خلال تنقلاتهم اليومية، كما أصبحت تهدد الرأسمال المعنوي للمدينة، على جماليتها موقعها وأمنها الصحي، مما يساهم بالتالي في تشويه مظهرها السياحي، هو ما جعل منها محطة اشمئزاز واستنكار وسخرية أحيانا من قبل الساكنة والزوار.
تأثير الظاهرة على السكان
أصبحت هذه الظاهرة مصدر خوف وقلق، وايضا يتم توثقها بعدسات العديد من المواطنين عبر هواتفهم، خصوصا في الأحياء والشوارع التي أصبحت ملاذا آمنا لهذه الحيونات، فضلا عما تشكله من خطر يمكن أن ينتج عن مهاجمتها للأطفال وكبار السن.
حوادث الكلاب الضالة
تزداد حوادث الكلاب الضالة بشكل ملحوظ، مع غياب التدخل الفعال لهذه الحوادث التي تؤدي أحيانا إلى إصابات متفاوتة، مما يزيد من حالة التوتر والقلق بين سكان المدينة، وكما يمثل انتشار هذه الكلاب الضالة تهديدا للصحة العامة، حيث يمكن أن تكون مصدرا للأمراض المعدية، خاصة أن غالبيتها حاملة لطفيليات وفيروسات سريعة الانتقال، كالسل وداء السعار، الذي قد ينتقل إلى الإنسان عبر العضات أو الخدوش، مما يستدعي اتخاذ إجراءات سريعة للحد من هذه المخاطر، ولم يشفع استنكار فعاليات وساكنة المدينة لهذا الوضع، رغم المناشدة لإيجاد حلول لهذه الكلاب الضالة من الشوارع وأزقة المدينة، لا زال يتضاعف عددها بشكل مثير ومستمر، هذا الوضع يثير تساؤلات حول المصادر المحتملة لهذه الكلاب والجهات المسؤولة عن استمرار هذه الظاهرة المقلقة، وفي ظل هذا الوضع، يزداد النقاش حول الجهات المسؤولة عن تفشي هذه الظاهرة، وضرورة تبني مقاربة شاملة ومستدامة، تأخذ بعين الاعتبار حقوق الحيوانات وسلامة المواطنين.
الحلول المقترحة
يرى الكثير من المواطنين أن الحل يكمن في إحداث مراكز خاصة لإيواء هذه الكلاب، مع توفير التغذية والتطعيم اللازمين، بالإضافة إلى اعتماد برامج تعقيم للحد من تكاثرها بشكل فعال، بما يتماشى مع القوانين الوطنية والمعايير الدولية المتعلقة برعاية الحيوانات.
الحاجة إلى تدخل عاجل
تشير بعض الأرقام المسجلة إلى ضرورة اتخاذ تدابير لإيجاد حلول مبتكرة وفعالة، يتساءل الكثير عما إذا كانت السلطات المعنية ستتوفق في احتواء هذه الظاهرة، التي أصبحت تؤرق سكان المدينة بشكل متزايد، وأضحت تساهم في ترييف المدينة، وانتشارها يتطلب تدخل المصالح المختصة لوضع حد لهذه المعضلة لتفادي إلحاقها الأذى بالمواطنين وبث الهلع في صفوفهم، دون إغفال النباح الذي يحرم الساكنة من النوم ويكسر طمأنينة وهدوء المدينة، مما يتطلب تعاونا فعالا بين السلطات المحلية والمجتمع المدني، والجهات المعنية من خلال تبني استراتيجية شاملة، تكمن في تحقيق توازن بين حقوق الحيوانات وسلامة المواطنين.