ابن كيران يوضح الغموض حول تصريحاته
في رده على رسالة أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، عبر عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عن أسفه بشأن تصريح نسب إليه خلال أحد المهرجانات الخطابية بمدينة “أولاد برحيل”. وأكد ابن كيران أن تصريحه لم يكن موجها للتوفيق شخصيا، بل كان موجها إلى جهات ذات “نوايا سيئة” سعت لاستغلال الموقف لإثارة الفتنة، وقد عبّر عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عن أسفه للتصريحات التي أُثيرت حول كلمته في مهرجان حزبي بمدينة أولاد برحيل، جاء هذا الرد بعد توجيه اللوم إليه من قبل أحد الشخصيات السياسية عبر إحدى الصحف الإلكترونية.
توضيح حول التصريحات
بدأ ابن كيران رسالته بالتعبير عن استيائه من الهجمات المستمرة التي يتعرض لها، لكنه أشار إلى أن تصريح الشخص المعني كان له وقع خاص عليه، على الرغم من الانتقادات العديدة التي يتلقاها، إلا أنه أصر على عدم الرد في حينه، مفضلا التركيز على المعاني الحقيقية لرسالته، مؤكدا أنه لم يكن يقصد الشخص الذي انتقده، بل كان يشير إلى “جهات معادية” تسعى لاستغلال التصريحات لتحقيق أغراض شخصية وسياسية، وأوضح أنه يعرف الشخص المعني جيدا ويقدر قناعاته المعتدلة، مما يعكس عمق العلاقة التي تربطهما.
الاعتذار والتمسك بالموقف
على الرغم من تأكيده على تمسكه بموقفه، أعرب ابن كيران عن أسفه إذا كانت تصريحاته قد أساءت إلى الشخص المعني، وأكد أن الحوار حول القضايا الإسلامية والعلمانية تحتاج إلى ظروف مناسبة، مشيرا إلى أنه يظل منفتحا للحوار في وقت لاحق، واختتم ابن كيران رسالته بالتأكيد على أهمية الصداقة والمعرفة التي تجمعه بالشخص المعني، معترفا بأن عدم الاتصال بينهما كان من الممكن تجنبه.
دعوة للحوار
تأتي هذه الرسالة في سياق سياسي متوتر، حيث يسعى ابن كيران لتعزيز موقفه في ظل الهجمات التي يتعرض لها، وكما يعكس هذا الرد رغبته في الحفاظ على العلاقات المهنية والشخصية، مع التأكيد على أهمية الحوار البناء في المستقبل، وبهذه الطريقة، يظل ابن كيران ملتزما بمبادئ حزبه، مع السعي لضمان النقاشات السياسية في إطار من الاحترام المتبادل والفهم العميق.
فيما يلي النص الكامل للرسالة:
وبعد، فقد آسفني تصريحك الموجه لي عبر إحدى الصحف الإلكترونية تلومني فيه على ما صرحت به في أحد مهرجانات الحزب الخطابية بمدينة “أولاد برحيل”.
ذلك أنني أتعرض لهجمات لا يكادُ يُحصيها المحصون، ولكنني لا أُبالي بمُعظمها لما أعلم من إغراض مقترفيها، إلاَّ أن رسالتك كان لها وقع آخر فتناولت قلمي أنا المُقلُّ في الكتابة لا لأرد عليك ولكن فقط لأوضح لك بعض المعطيات عسى أن تصحح لك الواقعة بالضبط:
لا أخفيك أن ما صرحت به بالبرلمان ساءَني ولكنني لم أرد عليك ساعتها وأنا لم أرد عليك إطلاقاً، ولكنني لاحظتُ أن جهات معادية ومغرضة أرادت أن تستغل تصريحك لتركب عليه وتقرر في أذهان الناس ما لا تقبله أنت ولا أنا، فأنا أعرفك جيدا وأعرف قناعاتك المُعتدلة والرصينة، ولو كنت أريد أن أرد عليك لفعلت ذلك في نفس اليوم.
لقد تجنبت أن أذكر إسمك ولستُ أدري هل استمعت لكلمتي أم لا، وإن كنت لا أخفي أن لها صلة بتصريحك ولكن المقصود بها مباشرة هم المستغلون سَيِّئُو النَّوايا الذين يتربَّصون بالبلد وبمرجعيته وبثوابته الدوائر.
وأظن أنك تعرفني كما أعرفك أو رُبَّما أكثر وخصوصا أنه فوق الصداقة والمعرفة السابقة اشتغلنا جنباً إلى جنبٍ على مدى خمسِ سنواتٍ طِوَال.
وإن كنتُ اليوم أتأسَّف إن سَاءَك تصريحي، فإنني أؤكد لك أنك لست المقصود به وإنما الذين أرادوا استغلاله لأغراض سيئة في أنفسهم، لذا أعلن أنني متمسك بتصريحي ومعتز به، وإن كنت قد شعرتَ بأيِّ إساءةٍ فأنا أعتذر لك علانية ومباشرة وكلمتك لم تغير موقفي منك قيد أنملة ولا أشك أن صدرك سيتسع لاستيعاب ما قلته لك، وأما الحوار بين ما هو إسلامي في دولتنا وما يمكن أن ننعته بأنه من خلفية علمانية فموضعه وقت آخر وظرف آخر نرجو أن يجود الزمان به.
وبقي فقط أن أشير إلى أنني إن لم أكن اتصلت بك فأنت كذلك لم تتصل بي، وسامحنا الله جميعاً، والسلام.
ذ. عبد الإله ابن كيران
الأمين العام لحزب العدالة والتنمية