الثانوية التأهيلية الوفاء بسيدي الكامل
محمد شقرون
تخليدا للذكرى 49 للمسيرة الخضراء وإحتفاء بالدور التاريخي الذي لعبته مبادرة وعبقرية العاهل الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه في تنظيم ملحمة المسيرة السلمية التاريخية الخالدة ، لا تزال روحها تجري في شرايين المجتمع المغربي لتأكيد مشروعية وحدتنا الترابية، ووجود روابط البيعة بين سلاطين المغرب وسكان أقاليمنا الصحراوية، هي مرحلة للتعبير عما يزخر به المغرب في تأصيل الروح الوطنية وتجدرها ، ولا شك أن المسيرة الخضراء تعد أحد ركائز وأعمدة الهوية المغربية ، ونموذج لأسلوب سلمي وممارسة واقعية وسلوك حقيقي ترجمة لقيم إنسانية نبيلة هي حب الوطن، ولإستحضار البعد الوطني وإسترجاع المغرب لصحرائه ، يعتبر عيدا وطنيا يتجلى في تجسيد روح التربية على المواطنة ، والسياق التاريخي للأحدات الوطنية العظيمة الحافلة بدروس وتضحيات جسيمة تستلزم الإفتخار والإعتزاز بها وبماضينا المشرق للأجيال الصاعدة، وجعلها في قلب هذا الحدث التاريخي وتجديد الوعي بتشبت جميع المغاربة عبر الأجيال بوحدة التراب الوطني .
وفي إطار إحتفال الشعب المغربي بعيد المسيرة الخضراء المظفرة ، نظمت الثانوية التأهيلية الوفاء بسيدي الكامل إقليم سيدي قاسم، يومه 9 نونبر من الشهر الجاري، بتنسيق مع جمعية آباء وأولياء التلاميذ، بحضور السلطة المحلية، رئيس جماعة سيدي الكامل، القوات المساعدة، فعاليات سياسية، والمجتمع المدني، يوما إسثنائيا إذ ساهمت المؤسسة بكل أطرها الإدارية والتربوية العاملة بها في تخليد هذه الذكرى المجيدة، التي تميزت بجموعة من الأنشطة المختلفة مجسدة في لوحات رائعة تعبر عن تعزيز قيم الوطنية وترسيخ المواطنة في روح التلاميذ والإنتماء والعزم الدائم والثابت على مواصلة مسلسل التنمية والبناء وراء القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده .
إستهل هذا الحفل:
– بآيات بينات من الذكر الحكيم للتلميذ : يوسف بلفتاح
– ثم النشيد الوطني .
تلتها كلمة مدير الثانوية التأهلية الوفاء الأستاذ ” عبد الحق فريحة”، الذي رحب بضيوف هذا الحفل الكريم، وفي مقدمتهم السيد رئيس المجلس القروي لجماعة سيد الكامل، والسيد خليفة قائد قيادة المختار، وممثل القوات المساعدة، بالإضافة إلى مديري المؤسسات التعليمية في المنطقة، والسادة والسيدات ممثلي الصحافة الوطنية والجهوية والمحلية.
وقد تطرق السيد المدير في كلمته الى بعض المحاور منها:
1 – الاحتفال بعبقرية الملك الحسن
إحتفال اليوم بفخر واعتزاز بالذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، التي أطلقها الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه، مؤكدا أن هذه المسيرة تمثل حدثا تاريخيا عظيما، وتجسد عبقرية ملكية تحت شعار “المسيرة الخضراء عبقرية ملك ومفخرة شعب“، مفيدا أن هذه الملحمة أبهرت العالم، وظهرت كأروع تجسيد للتلاحم بين الشعب والعرش العلوي، من طنجة إلى الكويرة، وتوجت باستكمال الوحدة الترابية للمغرب.
2 – دروس قيم الوطنية وتجديد الالتزام
إن تخليد هذه الذكرى العزيزة، المليئة بالدروس والقيم الوطنية، تمثل مناسبة للتعبئة حول القضية الوطنية والتذكير بالتضحيات الجسيمة التي قدمها الملك والشعب تلبية لنداء الوطن، وفرصة لشحذ الهمم من أجل تعزيز صرح المغرب الحديث تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي أكد دوما على أن الحق يعلو ولا يعلى عليه.
3 – خطاب الملك: الحق والشرعية في الصحراء
كما أشار جلالته في خطابه الأخير بمناسبة هذه الذكرى أن المغرب قد تمكن من ترسيخ واقع ملموس قائم على الحق والشرعية، وهو ما يعكس الإلتزام والمسؤولية، والحفاظ على الذاكرة الوطنية، للأجيال الحالية والمستقبلية لبناء وطن بروح وقيم وطنية، لكسب رهانات الحاضر والمستقبل بأسلوب حضاري سلمي، نابع من إيمان قوي بحق وعدالة قضيتنا الوطنية، التي أدت إلى استرجاع أقاليمنا الصحراوية الغالية من براثن الاستعمار، وتعزيز ارتباط سكان الجنوب بوطنهم الأم.
4 – الهوية الوطنية وترسيخ الروح الوطنية
كما أكد جلالة الملك في خطابه الأخير أن المغرب، تحت قيادته، سيظل صامدا في الدفاع عن حقوقه المشروعة، وتشبث أبناء الوطن بمغربية الصحراء ومقدسات الوطن، في إطار الروابط التاريخية العميقة بين سكان الصحراء وملوك المغرب.
5 – استمرار الدفاع عن حقوق المغرب المشروعة
فالمغرب في صحرائه والصحراء في مغربها، شاء من شاء وأبى من أبى، فالدور اليوم وغدا هو غرس قيم المواطنة والدفاع عن المقدسات، لتعزيز الروح الوطنية والاعتزاز بالانتماء الوطني، والهوية التاريخية الضاربة في أعماق التاريخ لأكثر من 12 قرنا.
ليبتدأ هذا الحفل بفقرات متنوعة منها :
1 – فرقة مسرحية لتلميذات المؤسسة
2 – تقديم بعض الجوائز للتلاميذ للتفوقين في السنة الماضية.
3 – عرض شيق للفن التشكيلي.
وختاما لهذا النشاط التربوي بعيد المسيرة الخضراء أقيم حفل شاي على شرف الحضور .
وفي تصريح رئيس جمعية وأولياء التلاميذ على هامش هذا الحفل لجريدة الأخبار 24 .
أعرب “محمد شقرون” رئيس جمعية الآباء وأولياء التلاميذ، أصالة عن نفسه ونيابة عن الأطر العاملة بالمؤسسة والتلاميذ، عن تقديره العميق للمجهودات المبذولة لإنجاح هذا الحفل الوطني، في إطار تفعيل الحياة المدرسية والمذكرة المتعلقة بالأنشطة الموازية، حيث نوه بجهود كافة الأطر التربوية والإدارية الذين ساهموا في تنظيمه، مؤكدا على أهمية تخليد هذه المناسبة التاريخية، وعلى ضرورة غرس قيم المواطنة والسلوك الحسن في نفوس الناشئة، ليظل هذا الحدث راسخا في أذهان الأجيال المقبلة، وكما استعرض مسؤولية المؤسسات التربوية في تنشئة الأجيال الجديدة، من خلال التعريف بالأحداث التاريخية المهمة، مثل المسيرة الخضراء. وأكد على أهمية تعليم التلاميذ عن تواريخ هذه الأحداث وأماكنها وقادة النضال الوطني، مما يساهم في تكوين جيل متشبع بروح الوطنية وحب الوطن، وكما أشار إلى أن الاحتفال بهذه الذكرى هو فرصة للتلاميذ لاستخلاص الدروس والعبر، رغم أنهم لم يعايشوا الحدث التاريخي في سنة 1975، وفي ختام كلمته، دعا إلى تعزيز القيم الوطنية والتمسك بثوابت المغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.