عامل إقليم القنيطرة يترأس ندوة
حكيمة القرقوري
احتضنت القاعة الكبرى بمقر عمالة إقليم القنيطرة، يوم الخميس 19 دجنبر الجاري، على الساعة العاشرة صباحا، ندوة علمية نظمتها الوكالة المغربية لمكافحة المنشطات تحت عنوان “الرياضة بدون منشطات”، تهدف الندوة إلى ترسيخ الوعي بمخاطر المنشطات وآثارها السلبية على الرياضيين والمجتمع. وقد شهدت الفعالية حضور شخصيات مدنية، عسكرية وأمنية، بالإضافة إلى السلطات المحلية، ورؤساء المصالح، وفعاليات سياسية، وجمعيات رياضية، وشخصيات رياضية، وممثلين عن المجتمع المدني ووسائل الإعلام، بما في ذلك الأخبار 24.
بدأت الندوة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلتها عزف النشيد الوطني.
كلمة السيد عامل إقليم القنيطرة
استهلت الندوة بكلمة عامل إقليم القنيطرة السيد: عبد الحميد المزيد، الذي رحب بالحضور، في إطار فعاليات الملتقى الوطني حول “رياضة بدون منشطات“، متحدثا عن أهمية هذا الحدث الذي يعكس التزام الإقليم بمحاربة هذه الآفة في الرياضة، مشيرا إلى أن هذا الملتقى يأتي تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الذي يعكس انخراط السلطات المحلية في برامج الوكالة المغربية لمكافحة المنشطات، مؤكدا على أن الرياضة تشكل رافعة وركيزة أساسية للتنمية المستدامة، تعزز الهوية الوطنية من خلال المشاركة في الملتقيات الدولية، وقد استحضر السيد العامل مقولة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في رسالته الموجهة الى فعاليات المناظرة الوطنية الثانية حول الرياضة بالصخيرات، أن “الرياضة، بمختلف أنواعها وفنونها، تشغل مكانة رفيعة في قلوب المغاربة وترتبط بعمق هويتهم، حيث تتوحد الجماهير لدعم أبطالها وتشجيعهم، بما يحققونه من إنجازات، لرفع علم المغرب عاليا في المحافل الدولية، في مجال كرة القدم”، ودعا السيد العامل إلى ترسيخ التعاون بين جميع الفاعلين لمواجهة ظاهرة تعاطي المنشطات، مشددا على ضرورة تفعيل البرامج التوعوية لفائدة الشباب، لضمان صحة وسلامة الرياضيين، واختتم كلمته بالتأكيد على أهمية الشفافية وتكافؤ الفرص في المنافسات الرياضية، معربا عن شكره لكل الحاضرين، ومثمنا جهود الوكالة المغربية لمكافحة المنشطات في تحقيق الأهداف الوطنية، مما يساهم في تعزيز الوعي الجماعي بأهمية الرياضة النظيفة، والتزام المغرب بالقيم الرياضية النبيلة.
كلمة رئيسة الوكالة المغربية لمكافحة المنشطات
وفي مداخلتها، أعربت رئيسة الوكالة المغربية لمكافحة المنشطات، الدكتورة: أبو علي عن شكرها العميق لصاحب الجلالة على الثقة المولوية التي منحها للوكالة، مشددة على أهمية هذه الثقة في تحقيق أهداف الوكالة واستمراريتها، مؤكدة أن مبادرة مكافحة المنشطات تعد رائدة على المستوى العالمي، وليست فقط على صعيد القارة الإفريقية، وبفضل الجهود المنظمة والتعاون المثمر مع جميع المعنيين، أشارت إلى التحديات التي واجهتها الوكالة خلال سنة ونصف من العمل المستمر عبر مختلف أرجاء المغرب، معتبرة أن الإنجازات التي تحققت كانت نتيجة إشراك جميع الفاعلين في المجال ضمن هذه القافلة، مؤكدة على أهمية التواصل مع الجهات المعنية لفهم الحقائق المتعلقة بمكافحة المنشطات بمختلف المناطق، وأن العمل في الرباط لايمكن أن يغطي كل ما يجري بالمدن الأخرى، فكل منطقة تعكس واقعها الخاص، حيث تختلف الحقائق بين المناطق النائية والحضرية، واختتمت كلمتها بالبرامج التي تم إطلاقها بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، موضحة أن الوكالة ستعمل وفق استراتيجية منظمة تمتد لعشر سنوات، بما يضمن تحقيق الأهداف المرجوة، وفي ختام كلمتها، تقدمت بالشكر للسيد عامل إقليم القنيطرة على حضوره ودعمه المستمر لهذا المشروع الحيوي.
كلمة الكاتب العام للوكالة المغربية لمكافحة المنشطات
وفي مداخلة الكاتب العام للوكالة المغربية لمكافحة المنشطات الأستاذ الجامعي: مولاي أحمد بليمام أشار إلى رسالة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، التي وجهها للرياضيين خلال المناظرة الوطنية بالصخيرات في 24 أكتوبر 2008، حيث أكد جلالته على ضرورة محاربة ظاهرة المنشطات، التي تتنافى مع تقاليد وثقافة المغرب، وأفاد أن الوكالة، منذ تأسيسها، عملت على تحسين صورة المغرب دوليا في هذا المجال، فقد قامت بمواكبة الرياضيين عبر المراقبة والتحسيس، ولم تسجل أي حالة إيجابية في الألعاب الأولمبية، حيث شارك المغرب بـ 60 رياضيا في أولمبياد 2024، بعد دعمهم منذ بداية السنة، تسعى هذه القافلة، تحت شعار “رياضة بدون منشطات”، إلى تعزيز الوعي بمخاطر هذه الظاهرة، وتهدف هذه المبادرة إلى الحفاظ على صحة المواطنين وتحقيق رياضة وطنية نظيفة، كما تسعى الوكالة المغربية لمكافحة المنشطات إلى إشراك جميع الجهات المعنية وصناع القرار، بالإضافة إلى تفعيل دور المدربين والرياضيين في مواجهة هذه الآفة، إلى تعميم الرسائل حول المخاطر المرتبطة بالمنشطات لترسيخ الوعي العام، وتتطلع الوكالة إلى الحفاظ على صحة المواطنين والرياضيين، لتحقيق رياضة وطنية نظيفة، وكذا توسيع نطاق عملها، لتشمل شراكات منها:
– المنصة الوطنية للاتفاقية الدولية لمكافحة المنشطات اليونسكو- الجمعية المغربية للصحافة الرياضية- اللجنة الوطنية الأولمبية- الجامعات الملكية الرياضية- جامعة ابن طفيل- جامعة محمد الخامس- معهد علوم الرياضة- الهيئة الوطنية للأطباء- مركز مكافحة السموم- الجمعية المغربية لعلم السموم- الجمعية الوطنية للمرأة في النشاط البدني.
واختتم الكاتب العام كلمته بالتزام الوكالة بمكافحة المنشطات وترسيخ رياضة صحية ومستدامة.
كلمة الدكتور زكرياء بنعمر فارس
في بداية حديثه، استعرض الدكتور زكرياء بنعمر فارس أسباب تعاطي المنشطات، وأهمية التحليل الذهني في محاربتها، والنتائج المتوقعة من هذه الجهود، موضحا أن السلوك الإنساني يعكس الحالة الداخلية لكل فرد، مما تتعدد الأسباب التي تدفع الرياضيين إلى استخدام المنشطات، ومنها:
– عدم اكتشاف الهوية الشخصية: حيث يفتقر العديد منهم إلى معرفة مواهبهم ونقاط قوتهم وقيمهم.
– الاعتقادات المحدودة: يعتقد البعض أنهم لن يصلوا إلى النخبة دون اللجوء إلى الغش.
– انخفاض احترام الذات: يشعر الرياضيون بأن جهودهم الفردية ليست كافية لتحقيق النجاح.
– فقدان الثقة بالنفس: ينتج ذلك عن عدم وجود دافع داخلي قوي.
– عدم السيطرة على العواطف: مما يؤثر على قدرتهم على الأداء الجيد.
– قلة التركيز: من العوامل التي قد تؤدي إلى اتخاذ قرارات غير سليمة.
– الخوف من الفشل: يعاني الرياضيون من قلق مفرط بشأن آراء الآخرين أو الهزيمة.
– الضغط الخارجي: منها التوقعات من الجماهير أو الرعاة أو الفرق.
وقد سلط الدكتور الضوء على هذه النقاط والتحديات النفسية التي تواجه الرياضيين، مما يستدعي الحاجة إلى استراتيجيات فعالة لمساعدتهم في التغلب على هذه العقبات.
كلمة الكتورة فاطمة الفقير وفي كلمة خبيرة الاتحاد الدولي والاتحاد الإفريقي لألعاب القوى الدكتورة فاطمة الفقير، اوضحت أن مكافحة المنشطات من المواضيع الشاسعة والمعقدة، حيث لا يمكننا تناول كل جوانبها في نشاط واحد، وتجدر الإشارة إلى أن مصطلح “منشطات” قد يكون غير مناسب، نظراً للآثار الوخيمة التي تترتب على استخدامها، ونركز هنا على أهمية التربية البدنية، التي نقوم بها في أي مكان، والتي أصبحت مادة اساسية منذ سنة 1964 في المقرر الأكاديمي المغربي، لذيها سلوكيات وقوانين خاصة، ويشرف عليها أساتذة مؤهلون علميا، بهدف توجيه الأطفال في مراحل نموهم عبر التمارين، وبفضل الرؤية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تشهد الرياضة بالمغرب ازدهارا وتقدما ملحوظين، ومن الضروري تقنين السلوكيات الرياضية لضمان استمرار هذا التقدم، وذلك من خلال تكاتف جهود جميع الفاعلين المعنيين على أرض الواقع.
كلمة الأستاذ الجامعي عبد الرحيم طالب وفي مداخلة الأستاذ الجامعي للتربية البدنية والرياضة عبد الرحيم طالب أكد أن تعاطي المنشطات يشكل تهديدا لصحة اللاعبين، حيث يلجأ العديد منهم إلى هذا السلوك خوفا من المدربين، لتجنب الجلوس على دكة الاحتياط أو مواجهة ضغط الجمهور خلال المباريات، بالإضافة إلى ذلك، يعاني اللاعبون من ضغوط نفسية داخلية وخارجية، ومن خلال الأبحاث التي أجراها، لاحظ أن بعض اللاعبين يبدوت علامات تدل على انكفائهم، منها تجنب التواصل مع الآخرين وعدم تقبل الآراء المختلفة، مما يدفعهم للاختباء خلال اللقاءات، مؤكدا على أهمية مراقبة المدربين للأطفال الصغار وتعليمهم مبادئ التربية البدنية بشكل سليم، كما نأمل في إدراج مادة تتعلق بهذا التخصص في التعليم الجامعي لتعزيز الوعي الرياضي.