بوريطة يؤكد على الشراكة الاستراتيجية بين المغرب ودول الخليج بالسعودية

بوريطة يؤكد على الشراكة الاستراتيجية

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، اليوم الخميس 6 مارس من الشهر الجاري، بمكة المكرمة، وخلال كلمته في الاجتماع الوزاري المشترك السابع بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المغربية، أفاد أن الشراكة الاستراتيجية بين المغرب ودول الخليج العربي ترتكز على أسس قوية من التآزر والتضامن، مشيرا إلى ما عبَّر عنه جلالة الملك محمد السادس في خطابه خلال القمة المغربية – الخليجية سنة 2016، حيث أكد أن أمن واستقرار دول الخليج العربي يعتبران جزءا من أمن المغرب، وأعرب بوريطة عن ارتياحه العميق للتقدم الكبير الذي حققته الشراكة المثمرة بين المملكة المغربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتي تشمل أبعادا استراتيجية وسياسية وتنموية واقتصادية وإنسانية وثقافية، وذلك تنفيذا لتوجيهات الملك محمد السادس وإخوانه قادة دول مجلس التعاون.

تقييم إيجابي يحفز تجديد الشراكة المغربية الخليجية
واصل وزير الخارجية المغربي حديثه مشددا على أن التقييم الإيجابي لمسار الشراكة الاستراتيجية هو ما حفزهم على تجديد خطة العمل المشتركة حتى سنة 2030، موضحا أن هذا التقييم لا يعد فقط تحفيزا بل يشكل أيضا دافعا للبحث عن سبل مبتكرة لتعزيز هذه الشراكة والارتقاء بها إلى مستويات أعلى، مع ضرورة ملائمتها مع التحولات السريعة التي يشهدها العالم، منها : التطورات التكنولوجية، التغيرات المناخية، والتحولات الديموغرافية في مجتمعاتنا، بالإضافة إلى التحديات الاستراتيجية والأمنية.

التعاون الاقتصادي بين المغرب ودول الخليج
وأشار بوريطة إلى أهمية الشراكة المغربية ودول الخليج قائمة على تبادل المنافع الاقتصادية، مما يعزز من ترسيخها وتجذرها، ودعا إلى تشجيع رجال الأعمال والمستثمرين من الطرفين على إقامة علاقات متينة، من خلال إحداث إطار مؤسساتي واستكشاف فرص استثمارية مربحة تعزز التنمية وتوفر فرص العمل في بلدانهم، وفي هذا السياق، رحب بعقد المنتدى المغربي الخليجي للاستثمار قريبا.

المغرب بوابة الخليج إلى إفريقيا
أشار بوريطة إلى أن المملكة المغربية، التي تستعد لاستضافة أحداث رياضية بارزة، كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، وأكد على إمكانية انخراط الشراكات الخليجية في العديد من المشاريع التي ستُفتح استعدادا لهذه الفعاليات، وأكد أن المغرب يمثل بوابة دول الخليج إلى القارة الأفريقية، حيث تتيح المبادرات التي أطلقها الملك محمد السادس، مشروع أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب نحو أوروبا، والعمليات المتعلقة بإفريقيا الأطلسية، لتعزيز فرص التعاون مع الدول الإفريقية.

الشراكة الاستراتيجية بين المغرب ودول الخليج
وأضاف بوريطة أن المنافع التي نسعى جميعا لتحقيقها من خلال شراكتنا الاستراتيجية تقتضي منا التفكير في تعزيز وتطوير إطارها المؤسساتي بما يحقق مصالح الجميع، وفي هذا السياق، اقترح بعض الأفكار التي يمكن أن نناقشها بشكل أعمق لاحقا عبر القنوات الدبلوماسية لتجويدهاومنها:
1- اعتبار القمة المغربية الخليجية كآلية مرجعية لتوجيه الشراكة.
2- تعيين سفير المغرب في الرياض كمنسق للشراكة بين المغرب ومجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى دوره كسفير لدى الأمانة العامة للمجلس.
3- إنشاء مجلس مشترك لرجال الأعمال بين المغرب والدول الخليجية.
4- ترشيد عدد فرق العمل المشتركة، التي يبلغ عددها حاليا 15 فريقا، عبر تقليصها إلى ثلاثة أو أربعة أقطاب فقط.
5- إشراك فاعلين اقتصاديين وثقافيين لتغذية مضمون هذه الشراكة بأفكار ومبادرات جديدة.
وأضاف الوزير المغربي أن هذا الاجتماع يأتي في وقت حساس ودقيق تمر به المنطقة العربية، حيث تتسارع المتغيرات بشكل مصيري لذا، نحن في حاجة إلى تكاتف الصفوف واجتماع الكلمة، بالإضافة إلى الحكمة والرؤية السديدة، وعدم الانجراف وراء شعارات جوفاء ومزايدات لا تؤدي إلا إلى التفرقة، وأكد أيضا أن ما يتم طرحه من أفكار ومشاريع حول القضية الفلسطينية، خاصة في ظل تبعات الحرب المدمرة على قطاع غزة، لا يجب أن نبتعد عن تحقيق السلام، الذي يعد قيمة أخلاقية والخيار الوحيد الذي يخدم جميع شعوب المنطقة.

رؤية الملك محمد السادس لحل الدولتين
وأشار إلى الرؤية التي يحرص عليها جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، على تعزيزها، والتي تتمثل في تكثيف الجهود للحفاظ على حل الدولتين كأساس لتسوية سلمية تتيح للشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، استنادا إلى المرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية، وفي ختام كلمته، أكد الوزير على العزم القوي والإرادة الراسخة للمغرب في تعزيز مسار هذه الشراكة الاستراتيجية المثمرة، وتطلعه إلى مضاعفة الجهود مع دول مجلس التعاون الخليجي لتحقيق الإضافة النوعية التي نطمح إليها جميعا.