هل تورطت ملشيات البوليساريو في عملية استهداف المدنيين في مدينة السمارة؟

هل تورطت ملشيات البوليساريو في عملية استهداف المدنيين في مدينة السمارة؟

الحادث الأليم  بمدينة السمارة ،الذي أدى إلى إزهاق روح حياة مواطن مغربي وإصابة اثنين آخرين بسبب سقوط قذائف على أحياء سكنية، أثار تساؤلات هامة حول إمكانية إدراج مليشيا البوليساريو في قائمة المنظمات الإرهابية. فقد اعترف قادة الميليشيات، بمسؤولية استهداف المدنيين الأبرياء، وبالتالي، ينبغي أن ننظر إلى خطورة أعمال المرتزقة وتصنيفها على أنها مجرمة وفقًا للقانون الدولي. وقد أعرب “الممثل” الوهمي للمرتزقة في منشور له عبر منصة “إكس” ،أنه  يقاتل من أجل مشروع ،ولم يستهدف المدنيين، ولكن الحرب دائمًا تسفر عن أضرار جانبية. وأضاف  “ممثل” مرتزقة البوليساريو أيضا أن ميلشيا البوليساريو، تخوض حربًا مع المغرب منذ سنة 2020، مدعيا أن المغرب يستهدف المرتزقة باستخدام الطائرات المسيرة، مما يعكس واضحًا مسؤولية الميلشيا في هذا الحادث. ومن ناحية أخرى لم يستبعد عمر هلال، الممثل المغربي الدائم لدى الأمم المتحدة، تورط مرتزقة البوليساريو في أحداث السمارة. فالصمت المتعمد بشأن هذه القضية يشير إلى مسؤوليتها، كما تشير كل المؤشرات إلى تورطها. فقد نشرت الميليشيا بلاغًا عسكريًا أعلنت فيه استهداف “الجيش الصحراوي” مدينة السمارة. وفي نفس الوقت، احتل وسم “البوليساريو منظمة إرهابية” صدارة منصات التواصل الاجتماعي .

الميليشيا أداة تنفذ أجندات إيرانية وتهدد الاستقرار الإقليمي

البوليساريو ، “ميليشيا مأجورة تنفذ أجندات إيرانية وتهدد الاستقرار الإقليمي”، فالدور الذي تلعبه ميليشيا البوليساريو كأداة إيرانية في شمال إفريقيا، تتماشى مع الأهداف الجزائرية في غرب المتوسط ومنطقة الساحل. فالهجوم الغادر على مدينة السمارة، يعتبر إستهداف الغير مشروع للمدنيين ،وجريمة حرب وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني. فوفقا للقوانين الدولية، يجب على الأطراف المتحاربة احترام وحماية المدنيين وتجنب استهدافهم بشكل مباشر، ومع ذلك، قد ارتكبت الميليشيا الإرهابية “البوليساريو” هجومها على مدنية وأحياء سكنية في السمارة، مما أسفر عن سقوط ضحية مدنية وإصابة أربعة آخرين، إضافة إلى أضرار البنية التحتية. ويعتبر هذا الاستهداف للمدنيين، والمناطق المدنية المأهولة بالسكان والمنشآت المدنية جرائم حرب جسيمة.  فعلى المجتمع الدولي تصنيف وإدراج “ميليشيا البوليساريو “تنظيم إرهابي يتوافق مع شروط الميليشيات الإرهابية، لما قامت به عناصرها في الصحراء المغربية منذ بداية تأسيسها في السبعينيات، مثل التهجير القسري والإبادة الجماعية والتعذيب والاتجار بالبشر والتنكيل بالجثث وتجنيد الأطفال في الأعمال العسكرية. وقد تم توثيق هذه الممارسات من قبل منظمات دولية وتقارير أممية سابقة. ومن خلال هذه القراءة تعتبر البوليساريو ملاذًا آمنًا لعناصر تنظيم القاعدة وداعش في الغرب الإسلامي والصحراء الكبرى، تربطها علاقات وثيقة مع المتطرفين في المنطقة. وبناءً على ذلك، يؤكد الحادث المأساوي في مدينة السمارة أن البوليساريو تنظيم إرهابي يستند إلى مؤشرات قوية تدعم هذا التصنيف.

مؤشرات ودلائل تدعم التصنيف

الحادث المأساوي الذي شهدته مدينة السمارة المغربية وتبنته جماعة البوليساريو، يعكس تطورًا هامًا في تسلسل الأحداث، ويمكن قراءته من منظور متعدد. فهو يدل أولاً على تعثر الجماعة الارهابية وداعميها وحاضنها، ما يؤكد مرة أخرى أن الهدف الوحيد لهذه الميليشيا تقويض وحدة وسيادة التراب المغربي على صحرائه ،خدمة لمصالح جيوسياسية للجزائر. من خلال سلسلة الانتصارات التي حققتها الدبلوماسية المغربية ،ومنحت المغرب حرية التصرف في المنطقة وحزامها الأمني،  للدفاع عن سيادة ووحدة ترابه ، وحماية المدنيين ،حسب القانون الدولي.كما أن هذا العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف المدنيين ، يعد تهديدا إرهابيا  لمنطقة المغرب العربي  ، وكذا مخاوف المغرب ، وعلى  منطقة الساحل، وقد أظهرت التقارير العديدة ارتباط جماعة البوليساريو بالعديد من الأحداث فيها . فمن خلال هذا الحادث ،يمكن تصنيف جماعة البوليساريو منظمة إرهابية ،تسعى إلى زعزعة استقرار المغرب والمنطقة بأكملها. ما يتطلب جهدًا دبلوماسيًا كبيرًا، ودعمًا دوليًا قويًا، بدءًا من تصنيفها كتنظيم إرهابي وفقًا للقوانين الوطنية للعديد من الدول، وخاصة  الدول التي لها تأثير في المجتمع الدولي. ومع ذلك، يبقى القرار لمجلس الأمن، المسؤول عن حفظ السلم والأمن الدوليين، والخطوة الأخيرة والأهم.