الحكم الذاتي نموذج ناجح للتنمية والاستقرار في المغرب

الحكم الذاتي نموذج ناجح للتنمية والاستقرار 

نُظمت ندوة دولية في سيول يوم الجمعة الماضية ،تركزت على المخطط للحكم الذاتي الذي قدمته المملكة المغربية لحل النزاع المفتعل حول الوحدة الترابية. وقد شارك في هذا اللقاء سفراء من بلدان مختلفة وباحثين وممثلين عن مجموعات التفكير الكورية المرموقة. وقد تم تسليط الضوء على المخطط المغربي كنموذج ناجح في هذا المجال، والذي حظي بدعم واسع من المجتمع الدولي واعتماده من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. قد حملت الندوة شعار “الحكم الذاتي قاطرة للتنمية، مقاربة مقارنة”، وتم مناقشة المخطط المغربي للحكم الذاتي، بالإضافة إلى تجربة الحكم الذاتي في إقليم “جيجو بجمهورية كوريا”. وتم استعراض النموذجين البارزين كنموذجين يمكنهما تحقيق مستويات ملحوظة من التنمية وتعزيز السلام والاستقرار في المنطقتين، إحداهما في آسيا والأخرى في أفريقيا. وتم التأكيد في الندوة على أخطار الانفصال والبلقنة كعوامل تهدد الاستقرار والتطور في أي منطقة من العالم، وتعارض تطلعات الشعوب للتنمية والتقدم. حيث أشار السفير المغربي في كوريا، “شفيق رشادي”، في كلمته إلى الروابط التاريخية التي تجمع بين السلاطين المغاربة والقبائل الصحراوية، وأكد أن مخطط الحكم الذاتي المغربي ساهم في تحقيق السلام ووضع الأقاليم الجنوبية على مسار التنمية في جميع المجالات. وأضاف “شفيق رشادي” أن الأقاليم الجنوبية أصبحت حاضنة اقتصادية حقيقية ومنطقة تعاون واستقرار جيوسياسي، مما جذب الاستثمارات الوطنية والدولية. وأشار أيضًا إلى المشاركة العالية للأقاليم الجنوبية في الاستحقاقات الانتخابية بالمملكة، مما يعكس مستوى التنمية والتقدم الذي تحقق في هذه المناطق. ومن جانبه، استعرض الدكتور “كواك يونع هون”، رئيس جمعية الأمم المتحدة في كوريا، مبادئ الحكم الذاتي .وأشار إلى أن تجربة إقليم “جيجو في كوريا”، قد ساهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الحكم المحلي في المنطقة. وأوضح أن الحكم الذاتي يعزز مشاركة المجتمع المحلي في صنع القرار وتحقيق التنمية الشاملة، وهو عنصر أساسي في تحقيق الاستقرار والسلام. توصلت الندوة إلى عدة استنتاجات مهمة، منها أهمية اعتماد الحكم الذاتي كنموذج فعال لحل النزاعات الإقليمية وتحقيق الاستقرار. وأكدت على ضرورة دعم المجتمع الدولي لمثل هذه المبادرات وتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين الدول.كما أشادت الندوة بجهود المملكة المغربية لمخطط الحكم الذاتي وتحقيق التنمية في الأقاليم الجنوبية، ودعت إلى دعم هذه الجهود والعمل على تعزيزها وتعميمها لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. يعكس نجاح الحكم الذاتي في المغرب وتجربة إقليم “جيجو في كوريا”،التزام البلدين بتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاستقرار الإقليمي. ومن الممكن أن يكون لهذه النماذج تأثير إيجابي على العديد من الدول والمناطق التي تواجه نزاعات إقليمية، وتساهم في بناء عالم أكثر سلامًا واستقرارًا. وفي ظل العوامل الجيوسياسية المؤثرة على العلاقات الدولية في العصر الحديث، أصبح الحكم الذاتي خيارًا مهمًا في آليات الديمقراطية لحل النزاعات والمحافظة على وحدة الدول وسيادتها. يعتبر الحكم الذاتي آلية فعالة لتحقيق الاستقرار والسلام،وأكد الدكتور كواك على أهمية الحكم الذاتي في حماية سيادة الدول والحفاظ على وحدتها. منذ نهاية الحرب الباردة، أصبح الحكم الذاتي خيارًا مهمًا في آليات الديمقراطية لحل النزاعات الداخلية والإقليمية.كما يساهم الحكم الذاتي في تحقيق التوازن بين حقوق الأقليات ووحدة الدولة، مما يعزز الاستقرار والتعايش السلمي.وحذر الدكتور كواك من أن تقرير المصير الخارجي يمكن أن يؤدي إلى تعقيد الأوضاع العالمية وتهديد استقرار الدول وأمنها. وقد يؤدي الانفصال الناجم عن تقرير المصير إلى انقسام الدول واضطرابات سياسية واجتماعية، مما يفتح الباب أمام انتشار الإرهاب وصعوبة تحقيق التنمية المستدامة.واشارت الباحثة “يوون كيم”، أن الانفصال يشكل تهديدًا خطيرًا للاستقرار والأمن الدولي. في العديد من الحالات،حيث يستغل الانفصاليون الدعم الخارجي لتحفيز مؤيديهم وتمويل جهودهم. وبالتالي، يبقى الحكم الذاتي استراتيجية أكثر ملاءمة لتحقيق السلام والاستقرار، حيث يحقق توازنًا بين الحفاظ على وحدة الدولة وتلبية احتياجات الأقليات. كما ركز الباحث في القانون الدولي “عبد الله عشاش” ، على المخطط المغربي للحكم الذاتي ودعمه الواسع من المجتمع الدولي. كما أشار إلى العناصر المميزة في المخطط المغربي، مثل احترام حقوق الأقليات وتوفير الفرص الاقتصادية في الصحراء المغربية. تُعَد هذه المنطقة بوابة هامة بين المغرب وأوروبا ودول أفريقيا جنوب الصحراء، مما يعزز التعاون الاقتصادي والسياسي في المنطقة.