اخبار عاجلة
جريدة الاخبار 24

صراع الجغرافيا السياسية الجزائر بين الفوضى والعزلة


صراع الجغرافيا السياسية

أفادت المجلة الفرنسية “لاغوفي أفريك”، بوجود سيناريوهات جيوسياسية تشير إلى احتمال عزل الجزائر على الصعيد الإقليمي، جاء ذلك بعد اندلاع نزاع مباشر مع مالي ودول الساحل الأخرى، منها النيجر وبوركينا فاسو، والتي تشكل معا كونفدرالية الساحل، قد تفاقم هذا التوتر بعد إسقاط طائرة مسيرة مالية بواسطة مقاتلة جزائرية، مما تسبب في تهديد المصالح الجزائرية الحيوية في إفريقيا جنوب الصحراء، وفي السياق ذاته، هددت النيجر باتخاذ إجراءات قد تغير الديناميكيات الجيوستراتيجية في المنطقة.

النيجر تهدد بإغلاق مجالها الجوي أمام الجزائر
وفقا للمجلة الفرنسية، فإن النيجر تدرس، دعمها لمالي ضد ما يعتبر “العدوان الجزائري”، وستتخد إجراءات تصعيدية، منها إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الجزائرية، مما قد يؤدي إلى عزل الجزائر جويا، حيث سيبقى للجزائر فقط ممر جوي واحد عبر حدودها مع موريتانيا، وهذا الممر يعتبر “غير آمن” بسبب نشاط الميليشيات والجماعات المسلحة الإرهابية.

مشروع أنبوب الغاز في مهب الريح
الأكثر خطورة هو أن نيامي تفكر أيضا في تعليق مشاركتها في مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء الذي يربط الجزائر بنيجيريا عبر النيجر، وهو ما قد يهدد أحد أهم المشاريع الطاقية الجزائرية التي تعتمد عليها لتعويض تراجع صادراتها إلى أوروبا وتعزيز مكانتها في سوق الطاقة الإفريقية.

الجزائر والمأزق الاستراتيجي
تبدي التحركات الأخيرة الجزائرية، التي اعتبرتها المجلة تحمل طابع هجومي مموه بخطاب دفاعي، مما وضعها في مأزق استراتيجي قد يؤدي بها إلى تكاليف باهظة في المستقبل، في وقت تتداخل فيه مصالح الغاز مع التهديدات الإرهابية، حيث اختارت الجزائر مواجهة تكتل إقليمي قوي دون ضمان دعم حلفائها التقليديين، الذين يتريثون دعم مغامرات غير محسوبة.

التعاون الإقليمي وسط عزلة الجزائر
تتابع الدبلوماسية المغربية بالرباط الوضع عن كثب، إذ تبنت المملكة منذ سنوات استراتيجية مختلفة تجاه دول الساحل ترتكز على التعاون والتنمية المتبادلة بدلا من التدخل الأمني، وتسعى الرباط لتعزيز موقعها كممر موثوق لمشاريع الربط الطاقي، منها، أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، الذي يعتبر بديلا مستقرا عن الخط العابر للجزائر.

الجزائر بين الفوضى والعزلة
تؤكد المجلة أن الاضطرابات بين الجزائر ودول الساحل لا يمكن فصلها عن الصراع على النفوذ في قلب إفريقيا، ومع ذلك، يبدو أن الجزائر تواجه الآن حصارا سياسيا واقتصاديا وجويا، مما يطرح تساؤلات حول قدرة البنية الإقليمية الهشة على تحمل مغامرات توسعية، هل التعاون هو السبيل الوحيد للخروج من حالة الفوضى والانغلاق؟، في زمن التغيرات الجيوسياسية، التي تتحول حسابات القوة إلى فخاخ سياسية، حيث أبدت الجزائر عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأنها في وضع دفاعي حرج، مهددة بفقدان مكانتها كبوابة شمالية نحو إفريقيا جنوب الصحراء.


تحقق أيضا

جريدة الاخبار 24

الحكومة والمركزيات النقابية يفتحون ملفات التقاعد والأجور في إطار الحوار الاجتماعي

الحكومة والمركزيات النقابية عقب جلسة الحوار الاجتماعي التي جمعت النقابات الأكثر تمثيلية برئيس الحكومة عزيز …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *