اخبار عاجلة
جريدة الاخبار 24

ثورة الملك والشعب تفاعل تاريخي مع القيم وثوابت الوطن


جريدة الاخبار 24

يحتفل الشعب المغربي بذكرى ثورة الملك والشعب، وهي مناسبة تستذكر حدثًا تاريخيًا هامًا في مسيرة المقاومة وإستعادة إستقلال البلاد وسيادتها ، يعتقد العديد من الأشخاص أن الأرض التي نعيش عليها اليوم ونستمتع بثمارها لم تأتِ بدون نضال ، إن من يقلل من جهود وتضحيات أجدادنا لا يدرك المحن التي مروا بها، وعلى رأسهم الملك المجاهد محمد الخامس رحمه الله،
ولايمكن لأحد أن ينكر دور الرجال الأبطال، مثل علال الفاسي، نظام جمال عبد الناصر في مصر، الذي قدم دعما لا يُنسى. حين ألقى خطابًا مشهورًا عبر راديو القاهرة، يُعرف باسم “نداء القاهرة الخالد”، بعد نصف ساعة فقط من ترحيل العائلة الملكية، في هذا الخطاب، دعا إلى الثورة ضد الإستعمار الفرنسي الظالم الذي نهب ثروات أفريقيا، والمغرب، بحجة الحماية.
كانت فرنسا تسعى نزع رمز سيادة البلاد ووحدتها، حيث قدمت للملك خيارًا بين التخلي عن المغرب وأبنائه الأحرار أو النفي، واختار الملك النفي.
ظن الفرنسيون أن المغاربة يمكنهم أن يقفوا خلف أي “ملك”، معتقدين أن العلاقة بين الأمة والسلطان هي علاقة إدارية أو سياسية بحتة، لذا قالوا “نستبدل ملكًا بآخر”، وكأننا في عصر ملك لويس السادس عشر. والواقع هو أن علاقتنا بملوكنا تستند إلى ميثاق قوي يسمى البيعة، يجمع بين الشرعية والسياسة والإدارة .
كان الملك في مستوى التحدي، وكانت الأمة في مستوى المسؤولية، واهتزت بيوت المغاربة غضبًا وحزنًا،بعد إقدام المستعمر على نفي الملك وعائلته الى كورسيكا ثم الى مدغشقر ،بدأت المقاومة والعمليات الفدائية بوثيرة أكبر ، أدت إلى استشهاد العديد من الوطنيين الأحرار، من أمثال الشهيد علال بن عبد الله “11 شتنبر 1953” الذي إستهدف صنيعة الاستعمار إبن عرفة، والعمليات الشهيرة للشهيد محمد الزرقطوني ورفاقه في خلايا المقاومة بالدار البيضاء، وعمليات مقاومين ومجاهدين بمختلف مدن وقرى المغرب لتتصاعد وتيرة الجهاد بالمظاهرات العارمة والانتفاضات المتوالية وتتكلل بانطلاق جيش التحرير بشمال المملكة في أكتوبر 1955.
كما شهدت المدن والقرى ، العصيان المدني، ضد السلطات الاستعمارية الفرنسية، وكان من نتائج وتبعات الحملات القمعية والمضايقات والملاحقات التي مارستها سلطة الاحتلال تجاه الوطنيين المناضلين الأبطال أن سقط عشرات الشهداء ومئات الجرحى، إلا أن ذلك لم يثن الشعب المغربي الأبي عن مواصلة كفاحه الوطني لعودة ملكه الشرعي وأسرته الكريمة من المنفى إلى أرض الوطن وإعلان الاستقلال، وبفضل هذه الثورة المباركة والعارمة، لم يكن من خيار للإدارة الاستعمارية سوى الرضوخ لإرادة العرش والشعب، فتحقق النصر المبين، وعاد الملك المجاهد وأسرته الشريفة في 16 نونبر 1955 من المنفى إلى أرض الوطن، لتعم أفراح العودة وأجواء الاستقلال وتباشير الخير واليمن والبركات سائر ربوع وأرجاء الوطن.
وغي يناير 1956 ، تم التوصل إلى إتفاقية مع الإستعمار الفرنسي ، أدت في النهاي إلى إستعادة إستقلال المغرب في 2 مارس 1956 ، وقد تم تتويج الملك محمد الخامس ملكا للمغرب .
وسيرا على نهج والده المنعم، خاض جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني، معركة إستكمال الوحدة الترابية، فتم إسترجاع سيدي إفني سنة 1969، والأقاليم الجنوبية سنة 1975، بفضل المسيرة الخضراء المظفرة، التي تعتبر نهجا حكيما وأسلوبا حضاريا في النضال السلمي لإسترجاع الحق المسلوب. وفي غشت من سنة 1979، تم تعزيز إستكمال الوحدة الترابية باسترجاع إقليم وادي الذهب.
ومن الصدف الجميلة أن هذه الذكرى الغالية تتزامن مع مناسبة غالية أخرى، ألا وهي ذكرى عيد الشباب المجيد، ذكرى ميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله. والتاريخ يشهد بأن الشعب والشباب المغربي بصم على أروع الملاحم في المقاومة وفي معارك الحرية والتنمية، بكل جدية ووطنية .


تحقق أيضا

جريدة الاخبار 24

هل يمكن اعتبار هوس إعلام الجزائر جزءا من استراتيجية النظام للتعامل مع الأزمات؟

هل يمكن اعتبار هوس إعلام الجزائر؟ مليكة بوخاري حقق المغرب في السنوات الأخيرة إنجازات بارزة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *