محمد شقرون
جمعيات المجتمع المدني وتعاونيات الاصلاح الزراعي
نظمت تعاونيات الإصلاح الزراعي وجمعيات المجتمع المدني لقاء تواصليا هاما بجماعة سيدي الكامل يوم الخميس 16 ماي الجاري، حيث تمحور النقاش حول الوضعية الراهنة للفلاحة المعيشية، وخاصة محصول “الأرز” الذي يمثل المورد الرئيسي للرزق لجل ساكنة منطقة سيدي الكامل إقليم سيدي قاسم .
وقد حضر هذا اللقاء عدد كبير من الفلاحين والمزارعين، والمجتمع المدني، وذلك لمناقشة التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في المنطقة وسبل تعزيز الإنتاجية وتوفير الدعم اللازم للفلاحين، وأكد الحضور على الأهمية الكبيرة لمحصول الأرز في تحسين الظروف المعيشية للسكان المحليين وضمان استدامة الموارد الطبيعية.
وتطرق النقاش إلى المشاكل الرئيسية التي تعترض سبيل تنمية الفلاحة المعيشية في سيدي الكامل، من بينها نقص الموارد المائية، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وتدهور البنية التحتية الزراعية، وأشار المشاركون على ضرورة وضع خطة عمل شاملة لدعم الفلاحين، تشمل تقديم الدعم المالي والفني، وتوفير المدخول الزراعي اللازم بأسعار معقولة، وتحسين طرق الري وتنظيم دورات تدريبية لتطوير المهارات الزراعية.
كما تم استعراض بعض المبادرات الناجحة التي تم تنفيذها في مناطق أخرى والتي يمكن أن تشكل نموذج يحتذى به بسيدي الكامل، وقد تم التأكيد على أهمية التعاون بين جميع الفاعلين، سواء من القطاع العام أو الخاص، لتحقيق التنمية المستدامة للقطاع الزراعي وتحسين مستوى معيشة الفلاحين.
وفي ظل الظروف المزرية التي يعيشها الفلاح الصغير، والتي تدفع بالكثيرين للهجرة إلى المدن، عقد هذا اللقاء للمهتمين والفاعلين في قطاع الزراعة، لتسليط الضوء على التحديات والمشاكل التي تواجه فلاحي الأرز،من أجل رفع مستوى الوعي والدفاع عن حقوق هؤلاء، لتحسين الظروف المعيشية، ويعد هذا الاجتماع خطوة مهمة في مسار الدفاع عن الفلاحين ودعمهم للبقاء بأراضيهم والمساهمة في تطوير القطاع الزراعي.
تتابع جمعيات المجتمع المدني عن كثب أوضاع الفلاحين والتحديات التي يواجهونها، بسبب الفلاحة التي تُعد العمود الفقري لمنطقة سيدي الكامل، إذ يعيش الفلاح في ظل ظروف تتسم بالعديد من العوائق الخطيرة التي تؤثر سلبا على أوضاعه الاجتماعية، وفي هذا السياق، جاء هذا الاجتماع اليوم ليكون منصة للحوار بين الأطراف المعنية تجسيدا للعقلانية والمساعدة على تحديد المطالب التي يمكن مناقشتها وتحقيقها على أرض الواقع.
تعتبر زراعة الأرز بالمنطقة، فلاحة تعاقدية مع وزارة الفلاحة، التي صنّفت المنطقة منذ السبعينات كمنطقة زراعية تعتمد بشكل رئيسي على الأرز، وهذا يجعل الوزارة مسؤولة عن إيجاد بدائل في حال توقف زراعة الأرز، رغم الجهود المستمرة لإدراج المنطقة ضمن المخطط الأخضر سنة 2009. وللأسف، فإن الأرز لم يحصل على الدعم الكافي مقارنة بمحاصيل أخرى، رغم تأسيس وتأهيل جمعيات تهدف إلى تحويل زراعة الأرز من تعاقدية إلى تجميعية من خلال اتفاقيات تضمن استمراريتها، بهدف الحفاظ على مكانتها في النموذج التنموي بالمغرب.
وفي تصريح لأحد المشاركين في الاجتماع، أشار أن هناك توصية خاصة اليوم تهدف إلى تكثيف جهود الجمعيات للدفاع عن نهر سبو، ضمن مشروع فكري ومهني، لضمان استمرار زراعة الأرز وحماية مصالح الفلاحين، وضمن اللقاء، تم الاتفاق على متابعة الحوار والتنسيق بين جميع الأطراف المعنية، والعمل على تنفيذ التوصيات التي تمخضت عن المناقشات.
وأن تساهم هذه اللقاءات التواصلية في وضع حلول عملية للتحديات التي تواجه الفلاحة المعيشية، وتحقيق تنمية زراعية شاملة تعود بالنفع على جميع سكان المنطقة، يعد هذا اللقاء خطوة مهمة لتعزيز التواصل بين الفلاحين والجهات الداعمة لهم، وتبادل الأفكار والخبرات لتحقيق مستقبل أفضل للزراعة المعيشية بسيدي الكامل.
واختتم هذا الاحتفاء برفع آيات الولاء والاخلاص، يتشرف خدام الاعتاب الشريفة رؤساء جمعيات المجتمع المدني وتعاونيات الاصلاح الزراعي بجماعة سيدي الكامل إقليم سيدي قاسم، أصالة عنهم ونيابة عن أطرها ومنخرطيها الى السدة العالية بالله مولانا امير المؤمنين حامي حمى الملة والدين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده حفظ الله مولانا الامام بما حفظ به الذكر الحكيم وأقر عينه بصاحب السمو ولي العهد الامير الجليل مولاي الحسن وشد أزره بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وكافة الأسرة الملكية الشريفة انه سميع مجيب .
والسلام على المقام العالي بالله ورحمته تعالى وبركاته.