صعود اليمين المتطرف وتداعياته على العلاقات الفرنسية المغربية

 مليكة بوخاري

صعود اليمين المتطرف وتداعياته على العلاقات الفرنسية المغربية

شهدت الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية مفاجآت غير متوقعة، حيث لم تجر الرياح بما تشتهي السفن، حقق حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف، بقيادة “مارين لوبن“، انتصارا كبيرا بحصوله على 33% من أصوات الناخبين، مما شكل صدمة سياسية للرئيس الفرنسي وتحالفه.

استغلال النتائج في توجيه رسائل سياسية

بعد هذه النتائج غير المتوقعة، استغل اليمين الفرنسي هذا المعطى لتوجيه رسائل سياسية إلى المغرب، في أفق تجاوز الفتور الدبلوماسي الذي يطبع العلاقات المغربية الفرنسية منذ مدة، بسبب الموقف الضبابي لباريس من قضية الصحراء المغربية، حيث بدأت إشارات سياسية من اليمين المتطرف تجاه المغرب تتضح، في إطار التكتيك السياسي لتدبير سياق الحملة الانتخابية، وبناء العلاقات الثنائية الفرنسية المغربية، خاصة في ظل التشنج السياسي الذي تعرفه العلاقات الفرنسية مع دول شمال إفريقيا.

العلاقات اليمينية المغربية

لليمين الفرنسي علاقات متميزة مع المغرب، والقيادات اليمينية كانت دائما تربطها علاقات ود وصداقة مع المسؤولين المغاربة،وكما يسعى اليمين المتطرف، في ظل ديناميكية السياسية التي تشهدها الساحة الفرنسية، طمأنة المغرب بالرؤية التي يحملها تجاه إعادة بناء وتصحيح العلاقات المغربية الفرنسية، من أجل الرقي بها إلى مكانتها الطبيعية والتقليدية تماشيا مع تاريخها المشترك.

تساؤلات حول توجهات اليمين المتطرف

رغم التوجهات السياسية لليمين المتطرف الفرنسي، تثار العديد من التساؤلات بخصوص الكثير من الملفات ذات الأهمية الاستراتيجية لفرنسا وللمنظومة الأوروبية وشركائهم الدوليين، إلا أن الخطاب اليميني المتطرف يحمل في طياته أبعادا إيجابية تجاه العلاقات المغربية الفرنسية، مصدر مطلع يفيد أن الاعتراف الفرنسي بسيادة المغرب على الصحراء مسألة وقت فقط، نظرا لحسابات جيوسياسية دقيقة وأخرى ذات حمولة استراتيجية تؤثر على الإسراع باتخاذ موقف صريح وواضح من طرف الدولة الفرنسية.

الموقف الفرنسي المطلوب

على فرنسا الدولة التحلي بالجرأة السياسية المطلوبة، من أجل طي هذا التريث السياسي بخصوص هذا النزاع الإقليمي المفتعل قصد المضي قدما، بدون مشاكل، في تطوير العلاقات المغربية الفرنسية، وفي هذا الإطار، فإن صعود اليمين المتطرف قد يعتمد منهجية مغايرة بخصوص تعامله مع هذا الملف الشائك، الذي يربك العلاقات بين الرباط وباريس، فالمطلوب من فرنسا ليس توجيها إيجابيا مرتبطا بحكومة معينة يقودها حزب فاز في الانتخابات، بل موقف دولة رسمي وتوجيها استراتيجيا مؤسساتيا تتبناه فرنسا الدولة بعيدا عن الحسابات السياسية أو الظرفيات الانتخابية أو الحكومات المنتخبة.

التماطل الفرنسي غير المقبول

هناك تماطل فرنسي غير مقبول لا سياسيا ولا تاريخيا ولا أخلاقيا بخصوص موقف باريس من ملف الصحراء المغربية، هذا الخذلان السياسي لا يجب أن يأخذ المزيد من الوقت والمداولات السياسية والدبلوماسية، خاصة من فرنسا التي تعتقد أنها حليف تقليدي وكلاسيكي واستراتيجي،فعلى فرنسا النظر في التاريخ المشترك بين البلدين والمستقبل المتقاطع بينهما، وأن تتصالح مع مبادئها وتحترم قيمها وتنتصر لعدالة الملف التاريخي بدعمها لسيادة المغرب على وحدة آراضيه وأقاليمه الجنوبية.

بعض نتائج الأحزاب 

في سياق النتائج الانتخابية، حل تحالف أحزاب يسارية تحت اسم “الجبهة الشعبية الجديدة” في المرتبة الثانية بحصوله على 28% من الأصوات، أما التحالف الذي يقوده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقد جاء في المرتبة الثالثة بحصوله على ما يقرب من 21% من الأصوات.