مليكة بوخاري

قراءة في نتائج الامتحانات

أعلنت وزارة التربية الوطنية عن نتائج الامتحانات الاستدراكية لمستوى البكالوريا، للموسم الدراسي 2023-2024، حيث بلغت نسبة النجاح النهائية حوالي 80%، هذه النتائج جاءت في ظل موسم دراسي مليء بالإضرابات والاحتجاجات من الشغيلة التعليمية، اعتراضا على بعض بنود النظام الأساسي المنظم لمهنة التعليم.

التحديات التي واجهت الموسم الدراسي

الموسم الدراسي لسنة 2023-2024، كان مليئا بالتحديات، حيث شهد انقطاعا لمدة ثلاثة أشهر عن الدراسة، ورغم ذلك، استطاعت الوزارة تكييف المقررات الدراسية لتتناسب مع الزمن المتبقي، مما ساعد في تحقيق نسبة نجاح مرتفعة في الامتحانات الإشهادية، خاصة على مستوى البكالوريا. هذا يطرح ساؤل حول نسبة النجاح لو لم يحدث هذا الانقطاع الدراسي.

اعتبارات للإجابة عن تساؤلات النجاح

1 –  التخطيط الوزاري: الوزارة حددت نسبة نجاح مرتقبة لمستوى البكالوريا بنسبة 85%، هذا الهدف الاستراتيجي يثير تساؤل حول المؤشرات والمحددات التي اعتمدت عليها الوزارة لتحقيق هذه النسبة.

2 –  نقص في الدروس: معظم الناجحين يعانون من نقص في الدروس، خاصة في التعليم العمومي، هذا العجز سيؤثر على مستقبلهم العلمي، خاصة عند اجتياز امتحانات الولوج للمعاهد العليا والجامعات ذات الاستقطاب المحدود.

3 – تكافؤ الفرص: غاب مبدأ تكافؤ الفرص بين تلاميذ التعليم الخاص والعام، الفئة الأولى استكملت مقرراتها الدراسية، بينما حُرمت الفئة الثانية من هذا الحق، رغم تمديد الوزارة للسنة الدراسية بأسبوع واحد فقط.

4 –  نظام التقويم والامتحانات: يعتري نظام التقويم والامتحانات الإشهادية العديد من العيوب والاختلالات، كغياب تكافؤ الفرص بأنواعها، مما يضعف من مصداقية النتائج المحصلة.

5 –  الإشادة بالمتفوقين: نظام التقدير والإشادة بالمتفوقين يحتاج إلى إعادة النظر، وأن يتم تسليط الضوء على جميع الفئات الجادة والمثابرة، وليس فقط على الفئة القليلة التي تتوفر لديها ظروف وشروط خاصة.

6 – متابعة المتفوقين: الاهتمام بالمتفوقين يكاد يختفي بعد انتهاء السنة الدراسية. معظم هؤلاء يلجون الجامعات ذات الاستقطاب المحدود أو المعاهد العليا، ليجدوا أنفسهم في الأخير محاصرين بالوظيفة العمومية التي لا تحقق طموحاتهم.

7 – نظام التوجيه: ينبغي إعادة النظر في نظام التوجيه بعد البكالوريا، حيث نجد أن المتفوقين يعملون بأجور هزيلة عند فئة المتوسطين من أبناء الطبقة الغنية، هذا الوضع يضرب في عمق النظام التربوي ويقلب موازين التميز والعبقرية.

مقترحات تحسين النظام التعليمي

–  التربية على المبادرة الحرة: يجب تربية الطلاب على المبادرة الحرة في ولوج المشاريع الاستثمارية الكبرى، بمواكبة الدولة وبتمويل منها.
–  استثمار الدولة في الطاقات الفكرية : ينبغي على الدولة أن تستثمر في طاقاتها الفكرية وتوفير الإمكانيات المالية اللازمة لتحقيق طموحات المجتمع العلمي والمهني.

المقاربة النوعية

على الوزارة استبدال المقاربة الكمية بمقاربة نوعية تستحضر هاجس التميز والتفوق ليس فقط على المستوى العلمي، بل حتى على المستوى المهني، وبذلك، يمكن أن نضمن مستقبلا أفضل يتناسب مع كفاءات وقدرات أبناء هذا الوطن، والحد من ظاهرة هجرة الأدمغة.