مسرحية الديمقراطية الزائفة والوعود للرئيس الجزائري بين الأمل والإحباط

مليكة بوخاري

مسرحية الديمقراطية الزائفة والوعود

 خلال أداء اليمين الدستورية، قدم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عرضا رنانا من عروض الانتخابات الرئاسية، مستعرضا وعودا غير واقعية وأرقاما خيالية لم تعد تقنع الجزائريين الذين اعتادوا على وعوده، رغم إدراكه لتآكل مصداقيته، لزال يستمر في استخدام عبارات “كفتح حوار وطني في إطار الديمقراطية الحقة” في محاولة لتضليل الرأي العام.

خطاب الرئيس الجزائري
استهل خطابه أمام حشد مكون أساسا من مسؤولين كبار السن، منهم جنرالات وضباط متقاعدين، حيث قدّم “هدايا” للناخبين منهم: ربات البيوت والشباب العاطلين وكبار السن، حيث وعدهم بزيادة العلاوات، مؤكدا أنه سيرفع العلاوات والأجور بنسبة تصل إلى 100% قبل انتهاء عهدته الحالية، بالإضافة إلى زيادة منحة التقاعد لضمان حياة كريمة للمواطنين في شيخوختهم، لكن،لم يحدد زمنا معينا لتحقيق هذه الوعود، حيث اكتشف الناخبون لاحقا تعرضهم للخديعة، ومن المحتمل لا تتحقق تلك الوعود قبل خمس سنوات على الأقل.

الديمقراطية الحقة
في خطوة تهدف لتلميع صورته، تحدث عن “حوار وطني” مع الفعاليات الوطنية، لكن هذا المفهوم لم يكن سوى واجهة لتجميل النظام العسكري الجزائري، الذي لا يؤمن أصلا بالديمقراطية، وطرح استشارات مع القوى السياسية والاقتصادية والشبابية، لكنه لم يقدم أي خطة ملموسة للخروج من الأزمات التي تعاني منها البلاد.

وعود اقتصادية غير واقعية
واصل خلال كلمته تقديم وعود اقتصادية غير قابلة للتحقيق، كالاكتفاء الذاتي في القمح بحلول سنة 2025، والشعير والذرة بحلول سنة 2026، كما ادعى أنه سيعالج أزمة المياه من خلال مشاريع تحلية مياه البحر، متجاهلا الحقائق العلمية المعروفة.

محاولة لتحسين الصورة
وعندما شعر بأنه لم يقدم أي جديد، تدخل الوزير الأول” نذير العرباوي” ليقدم له هدية ثمينة تتمثل في تأجيل استقالة الحكومة، مما أعطى انطباعا بأنه ما زال من يهتم بمشاكل الشعب، هذه الخطوة لم تكن سوى محاولة يائسة للحفاظ على صورته السياسية المتآكلة.

أساليب غير فعالة
يبدو أن الرئيس الجزائري، الذي إقترب من عامه التاسع والسبعين، يعتمد على أساليب قديمة وغير فعالة لمواجهة الوضع، دون تقديم حلول حقيقية للمشاكل التي تواجه الجزائر، تبقى وعوده البراقة والحملات الانتخابية المبنية على شعارات فارغة غير كافية لإقناع الشعب الذي يتطلع إلى تغيير حقيقي.