صراع السلطة بين الرئيس والقادة
أفادت صحيفة “ساحل أنتليجنس” الناطقة بالفرنسية بأن التوترات تزداد حدة بين الأوساط السياسية والعسكرية في الجزائر، مما يشير إلى صراع متفاقم داخل دوائر الحكم بين الرئيس عبد المجيد تبون وكبار القادة العسكريين، مثل الفريق سعيد شنقريحة والجنرال محمد قايدي، الذي يخضع للإقامة الجبرية. تتجلى هذه الأزمة في صراعات غير معلنة بين تبون، الذي يسعى لتعزيز سلطته، وشنقريحة، الذي يصر على السيطرة الكاملة على الجيش.
الإقصاء السياسي في الجيش الجزائري
يعتبر الجنرال قايدي، الذي كان يُعتبر خليفة محتمل، أكثر انفتاحًا على القوى الغربية، مما جعله عرضة للإقصاء. وقد حاول تبون دعم قايدي لإحداث توازن في القوة العسكرية، لكن شنقريحة رد بإجراءات صارمة، شملت إقالات لقادة يُعتقد أنهم موالون لقايدي.
الانقسامات داخل الجيش الجزائري
هذه التحركات أثارت القلق في صفوف الجيش، حيث تُظهر انقسامات قد تؤثر على استقراره، وهو ما يعتبر أساس النظام السياسي في البلاد. يُعرف شنقريحة بولائه للتيار الوطني المحافظ ومعارضته لأي تغيير في هيكلة الجيش. بينما يسعى تبون لتحقيق توازن في مراكز القوة، فإن الصراعات الداخلية تعزز قبضة شنقريحة، مما يضعف مناورات تبون السياسية.
التوترات العسكرية والسياسية في الجزائر
التوترات لم تقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل امتدت أيضًا إلى السياسة الخارجية، حيث تُتهم بعض الشخصيات داخل الجيش بإقامة علاقات موازية مع جماعات مشبوهة في منطقة الساحل، مما يثير تساؤلات دولية حول استقرار الموقف الجزائري في مكافحة الإرهاب.
إقالات وتوترات القادة العسكريين في الجزائر
إقالات القادة العسكريين المتكررة تزيد من حدة التوترات، حيث تُعتبر محاولة لإعادة ترتيب المشهد لصالح طرف على حساب الآخر. في ظل هذه الظروف، يتساءل المراقبون عن قدرة النظام على تجاوز الصراعات الداخلية، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة. عدم الاستقرار في الجيش والحكومة قد يؤثر على مكانة الجزائر الإقليمية والدولية، ومع غياب توافق بين الأقطاب، قد يواجه النظام تحديات غير مسبوقة تعيد تشكيل الوضع السياسي والعسكري في البلاد.