انتخابات تشريعية تحت تأثير التحديات الاقتصادية والسياسية بألمانيا

انتخابات تشريعية تحت تأثير التحديات الاقتصادية

توجه الناخبون الألمان اليوم الأحد إلى صناديق الاقتراع في انتخابات تشريعية ذات أهمية كبيرة، حيث يُتوقع أن تحدث تغييرات جذرية في التركيبة السياسية لألمانيا، التي تعد أكبر اقتصاد في أوروبا، وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم المحافظين تحت قيادة فريدريش ميرتس، مع إمكانية تحقيق اليمين المتطرف نتائج غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية.

انتخابات مبكرة في ظل التحديات الاقتصادية
تجرى هذه الانتخابات المبكرة في ظروف خاصة، إذ تواجه ألمانيا، ثالث أكبر اقتصاد عالمي، تحديات منها: استمرار الركود الاقتصادي وارتفاع النقاش حول أزمة الهجرة وتأثيراتها الأمنية والاجتماعية، بالإضافة إلى التغيرات الإقليمية والدولية، يتوجه إلى صناديق الإقتراع أكثر من 59 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم لاختيار 630 نائبا في البوندستاغ.

التحديات لتكوين الائتلاف الحكومي
النظام الانتخابي الألماني نادرا ما يفضي إلى أغلبية مطلقة لحزب واحد، ووفق للمؤشرات الحالية، ومن المتوقع عدم حصول أي حزب على الأغلبية، مما قد يستدعي تشكيل ائتلاف حكومي يتضمن حزبين أو أكثر، بعد مفاوضات قد تستغرق وقتا طويلا، عادة ما تجرى الانتخابات الفدرالية كل أربع سنوات، لكن هذه الجولة أُقيمت مبكرا بعد انهيار الحكومة في نوفمبر الماضي.

أزمات داخلية وانهيار الائتلاف الحكومي
في سياق متصل، رفض البرلمان الألماني مشروع قانون قدمته المعارضة لزيادة تشديد سياسات الهجرة، بعد اتهامات للمعارضة بخرق اتفاقية بعدم التعاون مع اليمين المتطرف، ما أدى الى انهيار الائتلاف الحكومي بقيادة أولاف شولتز نتيجة لأزمة داخلية مرتبطة بخلافات حول الميزانية، مما أدى إلى إقالة وزير المالية.

استياء الناخبين تقدم كتلة الاتحاد في الانتخابات
تسود حالة من الاستياء بين الناخبين، مع تراجع الحماس تجاه المرشحين، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن كتلة الاتحاد بقيادة ميرتس تتقدم، حيث تحظى بنسبة تأييد تتراوح بين 28 و32 بالمئة، في حين يعاني الحزب الديمقراطي الاشتراكي من تراجع كبير، حيث يتوقع أن يحصل على 14-16 بالمئة فقط من الأصوات.

صعود حزب البديل
حصل حزب البديل من أجل ألمانيا “AfD” على دعم بنسبة 20 بالمئة، وهو ما يتجاوز نتائج سابقة له، منذ تأسس الحزب كمعارضة لليورو، ومناهضة الهجرة، وقد زكى الحزب بأليس فايدل كمرشح لمنصب المستشار، لكن باقي الأحزاب الرئيسية ترفض التعاون معه.

الرهان على الاستقرار في انتخابات ألمانيا
يعتبر فريدريش ميرتس في الانتخابات الحالية المرشح الأبرز، حيث يمتلك خلفية قانونية واقتصادية قوية، يروج ميرتس شعار “الاستقرار بدلا من الفوضى” في حملته، رغم أن تشكيل حكومة قد يتطلب تحالفات مع أحزاب أخرى.

صدارة الأجندة السياسية
تواجه ألمانيا تحديات كبيرة، بما في ذلك الركود الاقتصادي المستمر منذ سنتين، مما يضع عملية إنعاش الاقتصاد وحل أزمة الميزانية في مقدمة أولويات الحكومة المقبلة، وتزايد المخاوف بشأن الهجرة، خاصة بعد سلسلة من الهجمات العنيفة، وقد وعد ميرتس بتشديد إجراءات الهجرة، مما أثار جدلا سياسيا واسعا حول هذا الموضوع.

ألمانيا في مواجهة الضغوط الدولية
تتعقد العلاقات الدولية أيضا، حيث تتزايد الضغوط على ألمانيا كداعم رئيسي لأوكرانيا، بينما تثار تساؤلات حول المساعدات المقدمة للاجئين الأوكرانيين في ظل التغيرات السياسية.