بعد انتهاء أعمال الدورة الربيعية للسنة التشريعية الثانية للحكومة الحالية، بقيادة حزب التجمع الوطني للأحرار، تأتي التقييمات لاستعراض دور المعارضة خلال هذه الفترة. يُعتبر بعض المتابعين أن دور المعارضة في هذه الفترة قد سجل ضعفًا واضحًا، واعتبروها تجربة ذات تأثير محدود. يأتي هذا التقييم في ظل المقارنة بالسنوات السابقة حيث كان للمعارضة وجود أكبر وتأثير أكثر في وسائل الإعلام الرسمية والخاصة، وكان لها مشاركة أكبر في الحوار العام والنقاش السياسي السلمي بين أحزاب الأغلبية وأحزاب المعارضة.
نبيلة منيب، الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد، الذي يعتبر جزءًا من المعارضة، عبّرت عن وجهة نظرها بأن المعارضة ليست بالضرورة ضعيفة، بل أن تأثيرها تمّ تقليله. وتشير إلى ضعف الحكومة نفسها، وذلك بسبب التحكم المالي الذي يؤدي إلى التحكم السياسي، وهذا يجعل المعارضة في وضعية متشابكة، حيث تجد نفسها غير قادرة على التصدي لحكومة، تتمتع بأغلبية قوية وتنفذ توجيهات صندوق النقد الدولي، بما في ذلك خصخصة المؤسسات العامة.
اوضحت منيب أيضًا أن الإنتخابات لوحدها ليست كافية لتحقيق انتقال ديمقراطي كامل وخالٍ من العيوب. إنتخابات سبتمبر 2021 لم تترك مجالًا للمعارضة للتحرك، وأدوارها تنحسر. لأن البرلمان هو المسؤول عن إدارة شؤون البلاد من خلال صياغة القوانين ومراقبة أداء الحكومة. ومع ذلك، يتم تجاوز العديد من القوانين التي تقترحها الحكومة أو الأغلبية بسرعة، وتعديلات المعارضة عادة ما يتم تجاهلها.
تُظهر نبيلة منيب أيضًا أن المعارضة تتقدم بشكل متكرر بمقترحات للتعديلات، ومع ذلك يتم رفضها في النهاية من قبل الحكومة. تُعبر عن إستغرابها من تصويت بعض أعضاء المعارضة لصالح القوانين التي تتقدم بها الحكومة عندما يتم رفض تعديلاتهم. ترى هذا الأمر كتقويض لدور المعارضة.
وتشير منيب أيضًا إلى أن وسائل الإعلام تعرض عمل المعارضة بشكل غير عادل، حيث يتم التعامل معها بحذر. على الرغم من وجود منابر إعلامية وطنية تسعى لتقديم وجهات نظر متعددة، إلا أن تقاريرها تتجاهل غالبًا وجهات نظر البرلمانيين المعارضين، مما يُقلل من تأثيرهم.
في الختام، تشدد نبيلة منيب على أن النقاش حول ضعف المعارضة هو نقاش سياسي وليس علمي، وأنه من الطبيعي أن تكون أدوار المعارضة محدودة ، وتشدد على أهمية مشاركة المعارضة في النقاش العام، مع الاعتراف بدورها الأساسي كجزء لا يتجزأ من المنظومة السياسية، والذي يهدف إلى تحقيق انتقال ديمقراطي شامل. تختتم بالتأكيد على أن وجود معارضة قوية يسهم في تعزيز الديمقراطية وضمان توازن السلطات