حكيمة القرقوري
تصريحات زعيم الجبهة الوهمية موقف الجزائر من النزاع المفتعل
وجّه إبراهيم غالي، زعيم جبهة “البوليساريو”، سهام الإنتقاد من جديد إلى بيدرو سانشيز بسبب التقارب السياسي بين المغرب وإسبانيا بخصوص قضية الوحدة الترابية، داعيا الحكومة الجديدة إلى تعديل موقفها من النزاع المفتعل.
ووصف غالي، خلال لقاء داخلي بمدينة بومرداس الجزائرية، موقف إسبانيا من قضية الصحراء المغربية بـ”الخيانة”، مؤكدا أنه يتناقض مع الشرعية الدولية للأمم المتحدة حيال النزاع في السنوات الأخيرة .
إحتضنت الجزائر، يوم الاثنين، لقاء جديدا لما يسمى “الجامعة الصيفية للجبهة الانفصالية”؛ الأمر الذي يكشف إحتضان الجارة الشرقية لأنشطة “البوليساريو”، على الرغم من النفي الرسمي لقصر المرادية.
واستغل إبراهيم غالي فرصة اللقاء أيضا من أجل إنتقاد المجتمع الدولي بشأن تطورات الملف، إعتبارا للمواقف الدولية المتزايدة التي تدعم مغربية الصحراء على حساب الجزائر ، خاصة في ظل المصالح الإقتصادية المشتركة.
تصرفات إبراهيم غالي ليست مستقلة عن الجزائر، والدليل على ذلك هو إحتضان النشاط بإحدى المدن الجزائرية ، وتسخير الإعلام الجزائري لتسويق هذا النشاط لمهاجمة المغرب وإسبانيا، مبرزا أن إسبانيا حسمت النقاش بصفة نهائية بخصوص مغربية الصحراء.
أصبحت الجزائر واعية بمدى أهمية الموقف الإسباني في النزاع المفتعل، ذلك أن إسبانيا تحظى بوزن دولي قوي في هذا الملف بالذات، نظرا إلى إطلاعها الجيد على حيثيات القضية .
وبخلاف ذلك، أكدت جميع قرارات مجلس الأمن الدولي أن الجزائر طرف أساسي في نزاع الصحراء المغربية، حيث دعا إلى جلوس جميع الأطراف على طاولة الحوار من أجل مناقشة تفاصيل الملف.
كما أن جبهة البوليساريو تحاول البحث عن سبل تشتيت أفكار سكان المخيمات الذين يعانون في صمت بسبب توالي الأزمات الإجتماعية والاقتصادية، مشيرا إلى أن إسبانيا فهمت بأن المغرب حليف إستراتيجي دائم بالمنطقة ، فالجزائر بدورها تراجعت في الترافع عن الملف خلال الفترة الأخيرة، حيث تراجع دعمها القاري والدولي لجبهة البوليساريو الإنفصالية بالعديد من المؤتمرات والمحطات التي شهدتها المنطقة، بالنظر إلى الإشكالات الداخلية التي تتخبط فيها.