في خطوة مفاجئة، قامت القناة الفرنسية الخامسة (فرانس5) بنشر خريطة كاملة للمملكة المغربية خلال تقديم تقرير عن منطقة مرزوكة الصحراوية. وقد سبق للقنوات الفرنسية أن اعتادت نشر خريطة المغرب دون أقاليمه الجنوبية.
أثارت هذه الواقعة العديد من الأسئلة حول الهدف والرسائل المحتملة التي يمكن أن تحملها، خاصة في ضوء الأزمة التي تشهدها العلاقات بين البلدين والدعم المتزايد لمقترح الحكم الذاتي للصحراء.
يرى العديد من المتابعين أن هذا الأمر ليس خطأً أو سهوًا من القائمين على القناة الفرنسية الرسمية، بل إشارة متعمدة من باريس إلى الرباط للإشارة إلى اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه، ورغبتها في ترميم العلاقات التي تميزها البرودة منذ فترة. ويأتي ذلك خاصةً أن الرئيس الفرنسي ماكرون يدرك جيدًا الدور البارز للمغرب في الساحة الإفريقية والعالمية، وذلك في ظل تراجع نفوذ فرنسا في القارة الأفريقية نتيجة للتحولات المتعددة التي شهدتها المنطقة، بما في ذلك الأحداث الأخيرة مثل الإطاحة برئيس النيجر محمد بازوم والخطاب الرافض لفرنسا في الدولة الغنية بالبترول والمعادن.
من جهة أخرى، يقلل آخرون من أهمية هذه الخطوة الجديدة من الإعلام الرسمي الفرنسي، ويطالبون بالتريث حتى يتكرر ظهور مماثل في النشرات اللاحقة للتأكيد على تغير السياسة التحريرية للقناة نحو المملكة المغربية. ويؤكدون أنه في حال تكرار ذلك، يمكن التحدث عن توجه فرنسي نحو دعم وحدة التراب المغربية والاعتراف بمغربية صحرائه .