تحولات سياسية وإعلامية للرئيسين الجزائري والفرنسي
في الوقت الحالي، يشهد العالم بعض التحولات السياسية والاجتماعية التي أثرت على العديد من الزعماء العالميين. واحدًا من هؤلاء الزعماء هو الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي يواجه انتقادات حادة من قبل بعض الأفراد على وسائل التواصل الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، يثير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضًا الكثير من الجدل والانتقادات، وخاصة بعد زيارته المثيرة للجدل إلى الجزائر في العام الماضي. هذه الزيارة استمرت لثلاثة أيام وأثارت ردود فعل سلبية وسخرية على نطاق واسع.في الوقت الذي يواصل المغرب تعامله مع آثار الزلزال الذي ضرب غربي مراكش وإقليم الحوز، حيث تعافى من جراحه ويستعد لإعادة بناء المناطق المتضررة. ومنذ وقوع الزلزال، تلقى المغرب الكثير من رسائل التعازي والدعم من قادة العديد من الدول.مع ذلك، تواصل السلطات الجزائرية والفرنسية تصرفاتهما المثيرة للجدل، حيث يتلاعبان بالرأي العام من خلال سياسات إعلامية مشوهةومسرحيات سخيفة. وتركز هذه السياسات على محاولة عرقلة جهود المغرب في التعامل مع الأزمة وتقديم المساعدة للمتضررين، فضلاً عن إلهاء الناس عن حملات التضامن الاستثنائية.النظام العسكري الجزائري يتميز بأساليب الكذب والتضليل، مما يظهر احترامه الضعيف لمشاعر المغاربة في هذه الظروف الصعبة. بالمقابل، أظهر الشعب المغربي وحدة وتضامنًا استثنائيًا في التعامل مع الكارثة، وقد أعطى درسًا قويًا في قيم التكافل والتعاضد.بشكل عام، يجب علينا الالتزام بالقيم الإنسانية والتعاون في مواجهة التحديات الصعبة، وتجاوز الخلافات السياسية لمصلحة الإنسانية جمعاء. الطامة الكبرى، تجاوز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيادة المغرب، حيث تجاوز رمز الأمة المغربية وتوجه برسالة مباشرة للشعب المغربي عبر فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي. أعرب عن حزن فرنسا الشديد بسبب الزلزال المروع، ومع الاعتراف بأن المساعدات الدولية بيد العاهل المغربي وحكومته، أثار غضبًا شديدًا في صفوف المغاربة. رفضوا بشدة أن يخاطبهم رئيس دولة أخرى بشكل مباشر في أي ظرف، مما تسبب في سخرية وانتقادات حادة. يبدو أنه فقد البوصلة وظن أنه يخاطب رئيس الجزائر مباشرة، وكشف خطابه المتهور عن التنسيق مع “الكابرانات” لأغراض سيئة، بسبب سلسلة من الانتكاسات والإخفاقات في فترته الثانية، خاصة في دول القرن الإفريقي وشمال إفريقيا.بتصرف غير محسوب العواقب، أكد الرئيس الفرنسي ماكرون جهله التام في قواعد الدبلوماسية الأساسية وأساسيات التواصل السياسي. لم يسبق لأي رئيس فرنسي أن وصل إلى هذا المستوى من الدناءة وانعدام اللباقة، ويجب أن يدرك هذا الشخص الذي يسعى للنيل من المغرب أن هذا البلد العريق مستمر في مسيرته نحو المجد والتقدم بقوة وثبات. لن يتمكن من إعاقة مسار التنمية أو إحباط تحقيق المزيد من المكاسب والانتصارات، ولن يتمكن من كسر التلاحم الدائم والتضامن الوطني بين الشعب المغربي الحر وقائده الملهم الملك الشهم محمد السادس نصره الله وأيده .لقد برهن الإعلام الفرنسي، مرّة أخرى، أنه “حارس السلطة”، أو بالأحرى “كلاب الحراسة الجدد”، كما يلقبهم الصحافي الفرنسي سيرج حليمي، فقد نشرت صحيفة Libération صورة ممتدة على الصفحة الأولى لامرأة مغربية منكوبة نسبت إليها كذبا هذه الجملة: “ساعدونا، نحن نموت في صمت”. أما صحيفة “l’humanité” الشيوعية، فقد عبّرت عن القلق إزاء “الجمود الخطير للسلطات المغربية” وخطر “إعاقة” المساعدات الإنسانية. وتساءلت Le Parisien: لماذا يرفض ويتردّد في الإمساك باليد الممدودة. لكن لم يذهب أحد أبعد من موقع Mondafrique الإخباري، الذي نشر رسم كاريكاتير يصوّر ملك المغرب وهو يطلّ من قصر في فرنسا ويردّ على خبر زلزال مرعب بقوله “لم أشعر بشيء”، في تلميح إلى عدم اكتراثه لكارثةٍ اهتزّت لها البلاد والعباد. يمكن تفهم استياء النخب الإعلامية والسياسية الفرنسية من قرار المغرب الذي حرمها من فرصة تحسين صورتها عبر دبلوماسية الكوارث الذي اشتُهرت بها مع وزير الصحة الفرنسي السابق برنار كوشنير، أهم عرّاب للتدخل الإنساني. ويعتبر قرار المغرب آخر صفعة أفريقية لباريس، مؤكّدا أنها أصبحت مغضوبا عليها في مستعمراتها السابقة من باماكو إلى طنجة. يظهر المغرب اليوم بمظهر الدولة التي تتوفّر على الكفاءة والقدرة بشأن أكبر أزمة إنسانية تعيشها البلاد منذ زلزال 1961. أما فرنسا، فقد ارتفعت أصوات نخبها السياسية أكثر من أي وقت مضى تنتقد سياسات ماكرون تجاه المغرب، وتطالب باعتراف حكومته بسيادة المغرب على الصحراء المتنازع عليها، كي لا يخسر أحد أهم شركائه الموثوقين في المنطقة. إذا استجابت فرنسا قريبا لهذا الطلب، فسيكون ذلك ثمرة دبلوماسية زلزال الحوز المدمّر.رسالة المغرب الأولى، من خلال تحرّكه السريع وتسخيره كل الكفاءات البشرية والمادية لهذه الأزمة، أن النظام الملكي عمره 12 قرنا ولا تهزّه الزلازل، وهو ليس دولة فاشلة مثل هايتي تفتح الباب على مصراعيه لكل دولةٍ تريد أن تظهر بمظهر الدولة المانِحة، بل هو دولةٌ ذات سيادة فعلية على سياساتها الداخلية والخارجية، ودولةٌ محورية في المغرب العربي، تتوفّر على شبه اكتفاء ذاتي، ومؤسّسات قوية ومجتمع مدني واسع يجعلها قادرةً على إدارة أكبر الأزمات حجما وتعقيدا، ويمكن لدول الشمال وباقي المستثمرين التعويل عليها شريكا في كبرى المشاريع الأمنية والاقتصادية الجارية والمستقبلية.