PSX 20230929 171934

التسامح الديني والتعايش الإنساني والحضاري رحلة تاريخية للتعددية الثقافية بالمغرب


التسامح الديني والتعايش الإنساني والحضاري بالمغرب

في تقرير جديد صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، تم تسليط الضوء على سمة مميزة لتاريخ المغرب، وهي التسامح الديني. وفقًا للتقرير الذي نُشر يوم الخميس 28 شتنبر 2023، من مكتب المبعوث الخاص لمراقبة ومكافحة معاداة السامية، يعتبر التسامح الديني جزءًا أساسيًا من تاريخ المغرب، بدءًا من استقبال اللاجئين الهاربين من شبه الجزيرة الإيبيرية في أواخر القرن الخامس عشر، وصولًا إلى جهود الملك الراحل محمد الخامس في حماية اليهود خلال الحرب العالمية الثانية. أشار التقرير إلى دور بيت الذاكرة في مدينة الصويرة، حيث كان هدف إنشاؤه المساهمة في الحفاظ على التراث اليهودي القديم في المغرب. يتمثل هذا الهدف في ترميم كنيسة يهودية تاريخية تشهد على الإرادة الحسنة التي تحدو البلاد تجاه مواطنيها من الديانة اليهودية. وأكد التقرير أن هذا الفضاء يُعَدّ رمزًا لالتزام المغرب بالتعددية الثقافية والحفاظ على التراث اليهودي الغني.وتميز التقرير أيضًا بجمعية ميمونة، وهي منظمة غير حكومية تعمل على توعية الشباب المغربي بالتراث الثقافي اليهودي الغني في المغرب على مر العصور. تأسست هذه الجمعية على يد مجموعة من الطلاب المسلمين الشباب الذين يسعون لتعزيز التراث اليهودي المغربي والمحافظة عليه. ترتكز أنشطة الجمعية بشكل أساسي على البرامج التعليمية التي تعزز حوار الأديان وتشجيع التعددية الثقافية في المغرب.وأخيرًا، يستعرض التقرير الأمريكي أكثر من 40 مبادرة عالمية تهدف إلى تعزيز التسامح الديني ومكافحة معاداة السامية. تؤكد هذه المبادرات التزام المجتمع الدولي بالعمل معًا لتعزيز التعايش السلمي واحترام الأديان المختلفة. بهذا التقرير الملهم، نجد في المغرب رؤية نجاح حقيقية في بناء مجتمع متعدد الثقافات والأديان، حيث يتمتع التسامح الديني بدور حجر الزاوية في نسيجه الاجتماعي. إن التزام المغرب بالتعددية الثقافية والدينية ليس فقط سمة تميز تاريخه، بل هو رؤية مستدامة للمستقبل، تسعى إلى بناء مجتمع متسامح ومترابط. تعكس هذه الرؤية النجاح من عدة جوانب إيجابية في المجتمع المغربي. فالتسامح الديني يعزز التعايش السلمي ويعمل على تعزيز قيم التسامح والاحترام المتبادل بين الأديان المختلفة. كما يساهم في تعزيز السلم الاجتماعي ويعزز الاستقرار في البلاد. تقوم الحكومة المغربية بدعم وتشجيع المبادرات التي تعزز التسامح الديني وتعمل على مكافحة معاداة السامية. ومن خلال الجمعيات والمؤسسات غير الحكومية مثل جمعية ميمونة، يتم تعزيز الوعي بالتراث اليهودي وتعميق الحوار الثقافي بين الشباب المغربي.لذلك، يمكن القول بأن التسامح الديني في المغرب هي رؤية نجاح حقيقية تستحق الاحترام والتقدير. إنها رؤية تثبت العيش المشترك والاحترام المتبادل بين الأديان الممكنة، وأن التعايش السلمي هو المفتاح لبناء مجتمع مزدهر.بينما يستمر العالم في مواجهة تحديات التعايش السلمي ومكافحة التعصب والتطرف، يمكن أن يكون المغرب مثالًا يحتذى به. إن تجربته في التسامح الديني يعطينا أملاً في بناء عالم أكثر تسامحًا واحترامًا للتنوع الثقافي والديني.لذا، يجب أن نستلهم هذه الرؤية ونعمل معًا كمجتمع عالمي لتعزيز التسامح الديني ونشر رسالة السلام والاحترام بين جميع الأديان والثقافات. إنها رسالة تتجاوز الحدود وتوحدنا كبشر في سعينا لبناء عالم أفضل للجميع.

جريدة إلكترونية مغربية شاملة تتجدد على مدار الساعة. تقدم الجريدة  أخبارا متنوعة


تحقق أيضا

أخنوش استراتيجيات متكاملة لتجويد الأمن المائي

أخنوش استراتيجيات متكاملة لتجويد الأمن المائي والطاقي والنهوض بالصناعة الوطنية

أخنوش استراتيجيات متكاملة لتجويد حكيمة القرقوري أكد رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، خلال جلسة اليوم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *