تدابير الحكومة المغربية لمواجهة الفيضانات

تدابير الحكومة المغربية لمواجهة الفيضانات

أقر وزير التجهيز والماء “نزار بركة“، بوجود تحديات كبيرة تواجه المغرب نتيجة الفيضانات التي نتجت عن التغيرات المناخية، جاء ذلك خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين، حيث استعرض بركة الوضع الراهن والتدابير الحكومية المتخذة لمواجهة هذه الظاهرة الطبيعية.

الأضرار التي خلفتها الفيضانات
أشار بركة إلى أن الفيضانات الأخيرة، رغم الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها الحكومة، أسفرت عن أضرار ملحوظة في البنيات التحتية، حيث تم تسجيل انقطاع حركة السير في 141 مقطعا طرقيا، منها 53 مقطعا وطنيا و38 مقطعا جهويا، إضافة إلى 50 مقطعا إقليميا، كما تضررت 69 منشأة فنية، بما في ذلك قناطر ومرافق مائية.

التغيرات المناخية وتأثيرها
أكد الوزير أن المغرب من بين الدول التي تعاني من آثار التغيرات المناخية، حيث شهدت البلاد الستة سنوات المتتالية حالة من الجفاف تلاها فيضانات غير مسبوقة، ولفت إلى أن هذه الظواهر المناخية القاسية أدت إلى تساقطات مطرية غير عادية، حيث بلغ معدل الأمطار في بعض المناطق 115 مليمترا في ساعات قليلة.

النظام المتكامل لإدارة المخاطر
وفي معرض إجابته، أشار بركة إلى أن الحكومة أحدثت نظاما متكاملا لإدارة مخاطر الفيضانات، الذي يعد الأول من نوعه في المغرب، وذكر أن هذا النظام يتضمن تحديث الشبكات المناخية والهيدرومناخية، وتوفير أجهزة الرصد والمراقبة، وكما أشار إلى أهمية إنذار المواطنين في حالات الطوارئ.

المشاريع والبنية التحتية
تحدث بركة عن إنجازات الوزارة لحماية 250 موقعا مهددا بالفيضانات عبر المملكة، حيث تم بناء سدود جديدة تساهم في الحد من آثار الفيضانات، كسد “فاصك” بكلميم، وأوضح أن الوزارة تعمل على تحديد برنامج لتأهيل الطرق والمنشآت المتضررة للبنية التحتية.

التمويل والاستجابة السريعة
أشار الوزير إلى أن الحكومة رصدت ميزانية قدرها 2.5 مليار درهم لمعالجة تداعيات الفيضانات، لإعادة تأهيل المناطق المتضررة، خاصة في الأقاليم الأكثر تضررا منها : الرشيدية وميدلت.

استجابة البرلمانيين والمجتمع المدني
تفاعلت فرق الأغلبية والمعارضة بمجلس المستشارين مع مداخلات بركة على ضرورة الإسراع في جبر أضرار الفيضانات، ودعت فرق المعارضة إلى ضرورة تفعيل أنظمة الإنذار المبكر وتدريب الساكنة المحلية على بروتوكولات الطوارئ.

الاستمطار الاصطناعي
في رده على أسئلة حول عمليات الاستمطار الاصطناعي، أكد بركة أن هذه العمليات تخضع لمعايير دقيقة، ونفى أي علاقة للاستثمار في هذا المجال بفيضانات الجنوب الشرقي، مشيرا إلى أن الفيضانات الأخيرة كانت نتيجة عوامل طبيعية بحتة.

التحديات المناخية
يتضح من تصريحات وزير التجهيز والماء أن الحكومة المغربية تعمل بجد لمواجهة التحديات المناخية، رغم الصعوبات التي طرأت على الأرض، إن تعزيز البنية التحتية وتطوير أنظمة الإنذار المبكر يعتبران مفتاحا لحماية الساكنة من آثار الفيضانات، مع ضرورة التعاون بين مختلف القطاعات الحكومية والمجتمع المدني لتحقيق هذا الهدف.