بارديلا يطلق رصاصة الرحمة على حكومة
أطلق “جوردان بارديلا“، رئيس حزب التجمع الوطني،صباح يو الأربعاء، رصاصة الرحمة على حكومة ميشال بارنييه، رئيس الحكومة الفرنسية، بإعلانه أن نواب حزبه سيصوتون لصالح سحب الثقة من بارنييه، هذا التصريح يعني أن الحكومة تواجه إسقاطا فوريا، مما يضع البلاد في دوامة من الأزمات السياسية.
التحالف غير المتوقع
أوضح بارديلا أن 141 نائبا من اليمين المتطرف سيتعاونون مع 193 نائبا من “الاتحاد الشعبي الجديد”، الذي يمثل أحزاب اليسار والخضر، في خطوة غير مسبوقة، هذا التحالف يعكس عمق الانقسام السياسي بفرنسا، حيث أُعطيت مهلة حتى الساعة الثالثة لبارنييه للتراجع عن قرار رفض زيادة المعاشات التقاعدية، لكنه لم يستجب، مما يعزز فرص التصويت لصالح سحب الثقة.
تداعيات سياسية واقتصادية
حاول بارنييه في مقابلة تلفزيونية تعبئة ناخبي اليمين المتطرف ضد هذا القرار، محذرا من العواقب الخطيرة التي قد تترتب على إسقاط حكومته، بما في ذلك تأثيرات سلبية على الميزانية العامة لسنة 2025، وتدهور القوة الشرائية، وزيادة الضرائب على 18 مليون فرنسي، كما حذر من الدخول في نفق سياسي مظلم، وقد تدخل رئيس الجمهورية الفرنسية “إيمانويل ماكرون” في هذه الأزمة، إذ اتهم زعيمة اليمين المتطرف “مارين لوبن” بممارسة خبث لا يحتمل بسبب تحالفها مع اليسار، حيث كان ماكرون في زيارة دولة إلى السعودية، مشيرا أن استقالته ليست حلا للأزمة، وأكد التزامه بخدمة البلاد.
العودة إلى المربع الأول
تتجلى مسؤولية ما يجري بفرنسا في قرارات ماكرون، الذي اختار حل المجلس النيابي دون أسباب مقنعة، مما أدى إلى برلمان بلا أغلبية واضحة، وقد اختار بارنييه، الذي ينتمي إلى حزب حصل على 47 نائبا، لتشكيل الحكومة، رغم أن اليسار حصل على 193 مقعدا، وإن تم إسقاط بارنييه، تعود فرنسا إلى وضعية عدم وجود أغلبية نيابية، مما يترك البلاد في حالة من عدم الاستقرار السياسي.
السيناريوهات المستقبلية
إن تم سحب الثقة من بارنييه، سيضطر لتقديم استقالته إلى رئيس الجمهورية، مما يفتح المجال لتشكيل حكومة جديدة، حيث تبقى السيناريوهات المتوقعة معقدة، ويرفض ماكرون استقالته ولا يمكنه اللجوء إلى المادة 16 من الدستور، التي تمنحه صلاحيات واسعة في حالات الطوارئ، تبقى أحد الاقتراحات المطروحة تكليف شخصية من اليسار بتشكيل حكومة تضم وزراء من اليسار والوسط، رغم المخاطر المرتبطة بذلك، يبدو أن ماكرون يفكر في تكليف وزير الدفاع “سيباستيان لو كورنو“، الذي يمكن أن يحظى بقبول من لوبن، مما قد يفتح مجالات جديدة من التعاون بين الأطراف المتنازعة.
الانقسام السياسي
تظل الكلمة الفصل في يد ماكرون، الذي سيواجه تحديات كبيرة في تشكيل حكومة جديدة وسط هذا الانقسام السياسي، فهل سيتخذ خطوات سريعة للتعامل مع الوضع؟ أم سيتريث في انتظار نضوج الظروف السياسية؟ تشير الأوضاع الحالية إلى أن فرنسا قد تدخل مرحلة عدم الاستقرار السياسي واستمرار البحث عن الحلول الفعالة.