جريدة الاخبار 24

عدم الحصول على عضوية المجلس يعكس تراجع الجزائر في التأثير الأفريقي


عدم الحصول على عضوية المجلس

فشلت الجزائر في الحصول على عضوية مجلس السلم والأمن الأفريقي، على الرغم من جهودها المكثفة في مجال العلاقات العامة التي استمرت لعدة أشهر، هذه النتيجة تمثل دليلا على تراجع نفوذ الجزائر في المؤسسات الأفريقية خلال السنوات الأخيرة، حيث لم يتمكن ممثل الجزائر من تأمين الأصوات اللازمة، وفشله في كسب ثقة دول كانت تعتبر حليفة، خاصة بعد الزيارات التي قام بها وزير الخارجية أحمد عطاف إلى عدد من الدول الأفريقية في الأشهر الماضية، والتي كان يأمل من خلالها الحصول على دعم الأغلبية.

فشل في استيعاب التغيرات الأفريقية
لاحظ المراقبون أن هذه الخسارة تعكس تراجع تأثير الدبلوماسية الجزائرية وفقدان الثقة بها في القارة الإفريقية، التي شهدت تغييرات كبيرة في آليات عملها، وهو ما لم تستوعبه الجزائر، فلا زالت الجزائر تتعامل مع الواقع الأفريقي وفقا لأساليب قديمة تعود إلى السبعينات والثمانينات، بينما لم يعد الأفارقة يهتمون بالتحالفات التقليدية التي فقدت تأثيرها، منها البوليساريو وصنيعتها، مما يفسر العزلة التي تعاني منها الجزائر داخل المؤسسات الأفريقية، في حين حقق المغرب تقدما ملحوظا بفضل مقاربته لحل قضية الصحراء من خلال مبادرة الحكم الذاتي.

إخفاقات في استعادة النفوذ
كان الهدف من ترشيح الجزائر استعادة المقعد الذي يشغله المغرب منذ ثلاث سنوات في مجلس السلم والأمن، لكنها لم تحظَ بعدد الأصوات المطلوبة، حيث امتنعت بعض الدول عن دعم ترشيحها، خاصة بسبب النزاعات المفتوحة مع عدة دول أفريقية، فقد جرى التصويت سرا، مما جعل من الصعب تحديد الدول التي لم تدعم الجزائر.

اختبار الدبلوماسية الجزائرية
نتيجة لهذا الرفض الأفريقي، سيتم تنظيم انتخابات جديدة قريبا، ومن اللافت أن الجزائر كلفت وزير الخارجية بالتواصل مع الدول الأفريقية لإقناعها بانتخاب ممثلها، ومع كون الحملة قد تمت على أعلى مستوى، فإن الفشل هنا يمثل اختبارا حقيقيا لوزن الدبلوماسية الجزائرية في السياق الأفريقي، ويمكن أن يُعتبر مؤشرا على تراجع الجزائر في ملفات أخرى، منها الفشل في مالي وفقدان دور الوسيط في الأزمات التي تهدد أمنها واستقرارها.

الجزائر في أزمة إفريقية
فقد أصبحت الجزائر جزءا من الأزمة من خلال دعمها للمجموعات من الجماعات المسلحة، تحتاج الجزائر إلى تغيير أسلوبها في بناء علاقات تقوم على تبادل المصالح مع الدول الأفريقية، كما فعل المغرب الذي نجح في إقامة تحالفات وثيقة من خلال الشراكات الاقتصادية والاستثمارات، وتسهيل الروابط الاقتصادية بين أفريقيا وأوروبا.

تجديد الدبلوماسية الجزائرية
يتطلب تعزيز النشاط الدبلوماسي الجزائري رؤى جديدة لا ترتبط بالأساليب القديمة أو بشعارات محاربة الاستعمار، بل بفهم طبيعة المرحلة الحالية ومنطق المنافسة، بالإضافة إلى قراءة وجهات نظر الأفارقة، والتركيز على بناء تحالفات جديدة ترتكز على المصالح المشتركة للنهوض باقتصاد القارة.

الجزائر وعود أم مبادرات حقيقية؟
يتساءل المراقبون عما إذا كانت الجزائر قادرة على تقديم مبادرات جدية لصالح الأفارقة، كما يفعل المغرب مع المبادرة الأطلسية، أم ستظل تتعامل مع القارة بمنطق الوعود فقط، اصبحت الجزائر تدفع ثمن سيطرتها السابقة على رئاسة مجلس السلم والأمن الأفريقي، معتبرة هذا المنصب حكرا عليها، وقد ترأسه وزير الخارجية السابق رمطان لعمامرة ثم خلفه إسماعيل شرقي.

تراجع الدور الجزائري
كان أول مؤشر على تراجع الدور الجزائري، فشل بن شرقي في الحصول على موقف داخل المجلس لصالح البوليساريو، حيث قوبل بمعارضة واسعة من الأعضاء، وقد اندرجت انتخابات عضوية مجلس السلم والأمن الأفريقي في إطار القمة العادية 38 للاتحاد الأفريقي، المقررة يومي السبت والأحد في أديس أبابا، وتتقدمها الدورة العادية 46 للمجلس التنفيذي لوزراء الخارجية.


تحقق أيضا

جريدة الاخبار 24

الأميرة للا حسناء تحتفي بالمرأة الأذربيجانية في لقاء ثقافي راق بباكو

الأميرة للا حسناء تحتفي بالمرأة بباكو نظمت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *