جريدة الاخبار 24

تقييم بعثات الأمم المتحدة في ظل التغييرات السياسية الأمريكية


تقييم بعثات الأمم المتحدة

تواجه بعثة الأمم المتحدة في الصحراء، “مينورسو”، انتقادات بسبب عدم تحقيق أي تقدم ملحوظ منذ سنة 1991، بعد اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على إقليمه خصوصا الصحراء المغربي، تتزايد التساؤلات حول أهمية استمرار هذه البعثة، حسب ما يراه العديد من الخبراء إهدار الموارد وإطالة أمد هذا النزاع المفتعل، تثير رؤية وخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقليص الميزانية المخصصة للأمم المتحدة قلقا كبيرا، حيث تسعى إدارته إلى إجراء تخفيضات جذرية على الإنفاق الدولي، ما يمثل تحولا عن النهج التدريجي الذي اتبعته الإدارات السابقة، وفقاً لتقارير معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسة العامة.

ترامب يعيد تقييم بعثات حفظ السلام
يشير التقرير أن ترامب يتبنى سياسة أكثر تشددا، يسعى لإعادة تقييم فعالية عمليات حفظ السلام، لاسيما تلك التي استمرت لعقود دون تحقيق نتائج ملموسة، على الرغم من نجاح بعض المهام في تحقيق الاستقرار، منها تلك التي أُجريت في ليبيريا وسيراليون، إلا أن العديد من العمليات الأخرى أصبحت مكلفة وغير فعالة، بل ساهمت في استمرار النزاعات بدلا من حلها، وان هذه البعثة لم تتمكن من اجراء حتى إحصاء السكان أكثر من ثلاثة عقود.

تساؤلات عن تمويل البعثة بعد الاعتراف الأمريكي
اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب، بات استمرار تمويل هذه البعثة موضع تساؤل، حيث تتهم بمفاقمة الأزمة بدلا من حلها. كما يُشير التقرير إلى أن دعم الأمم المتحدة للمعسكرات التي تسيطر عليها مرتزقة البوليساريو وصنيعتها الجزائر ترسخ الصراع، مما يحول دون عودة اللاجئين إلى المغرب مما يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية والسياسية.

تكلفة عالية دون تحقيق نتائج
فيما يتعلق بالبعثات الأخرى، منها بعثة الأمم المتحدة المتواجدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية لتحقيق الاستقرار، تعتبر من بين الأكثر كلفة، حيث تتجاوز ميزانيتها السنوية مليار دولار، ومع ذلك لم تتمكن من إنهاء النزاع، بل تواجه اتهامات بالتواطؤ مع جماعات مسلحة، في الإبادة واستمرار العنف، وعدم تحقيق أي تقدم.

استبدال بعثات حفظ السلام
تستمر الانتقادات لبعثات حفظ السلام الأممية، حيث يرى البعض أنها أصبحت عبئا ماليا دون نتائج ملموسة، وأن هناك حاجة ماسة لتبني حلول أكثر فاعلية، يقترح المعهد الأمريكي استبدال هذه البعثات بمبادرات إقليمية، نشر قوات أوروبية، بدلا من القوات الأممية لضمان حل النزاع بطرق أكثر فعالية.

ضغط أمريكي لإنهاء بعثات حفظ السلام
في ظل هذه التحديات تزداد الضغوط الأمريكية لإنهاء بعثات حفظ السلام غير الفعالة، يدعو البعض إلى وضع مهلة زمنية محددة لهذه البعثات، بحيث يتم تقييم نجاحها خلال عشر سنوات، إذا لم تحقق أهدافها، يجب استبدالها بعمليات جديدة، يؤكد الخبراء أنه حان الوقت لإصلاح نظام حفظ السلام في الأمم المتحدة، والتركيز على بعثات أكثر فاعلية، دون اهدار للموارد بما يتماشى مع التغيرات الجيوسياسية الحالية.


تحقق أيضا

جريدة الاخبار 24

ليلى بنعلي وميليباند يرسمان ملامح شراكة طاقية جديدة بين المغرب وبريطانيا

ليلى بنعلي وميليباند يرسمان ملامح شاركت ليلى بنعلي وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة يوم السبت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *