الانعكاسات الدبلوماسية لقرار الجزائر
تعتبر الجزائر مثالا حيا لما يمكن أن يطلق عليه “الحكمة للسياسية العجائبية”، خاصة في اتخاذ قرارات استراتيجية تؤثر على العلاقات الإقليمية، وقد تزامن فرض التأشيرات مع زيادة الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، حيث انضمت دول أخرى منها: إيسلندا والدنمارك إلى قائمة المؤيدين للحكم الذاتي، يبدو أن الجزائر اصابتها الهيستريا بالتفاعل مع هذه التطورات وقلقها من التحولات الدبلوماسية والنزاعات الإقليمية.
سياسية مفقودة في قرارات غير مفهومة
بعيدا عن موجات السخرية التي رافقت قرار الجزائر بفرض التأشيرات على المواطنين المغاربة، والمبررات غير المقنعة التي روجت لها آلة الدعاية التابعة للنظام، يرى العديد من المراقبين أن السبب الرئيسي وراء هذا القرار هو بطولة أمم إفريقيا التي ستقام بالمغرب في سنة 2025، ومع اقتراب موعد “كان المغرب”، يشعر النظام الجزائري بتهديد واضح. يتمثل في تدفق جماهير الجزائر إلى المغرب بأعداد كبيرة، نظرا لقرب المسافة، مما سيؤدي إلى صدمة قوية، لهذه الجماهير التي ستكتشف الحقيقة المرة حول الأموال الضخمة التي ينفقها الجيش لتضليل الشعب الجزائري.
خطوات المغرب التنموية
في المقابل، حقق المغرب تقدما ملموسا، إذ عزز بنيته التحتية استعدادا لاستضافة كأس العالم 2030، وايضا يعمل على تطوير اقتصاده وكسب الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، مما يجعل النظام العسكري الجزائري يشعر بالإحباط أمام هذا التقدم، ودفعه لفرض تأشيرات الدخول.
دوافع القرار
يبدو للنظام الجزائري من خلال هذا القرار التأثير على المغرب ومحاولة إجباره على التراجع عن مكاسبه الدبلوماسية، ومع ذلك، قد لا يكون لهذا القرار تأثير ملموس على مسار التنمية في المغرب، فإن فرض التأشيرات يبدي عدم قدرة الجزائر على مواجهة وتقيض تقدم المغرب ودينامياته على صحرائه، واستمرار المملكة جذب الاستثمارات وتعزيز علاقاتها الدولية، هذا القرار المتخد من النظام العسكري الجزائري فرض التأشيرة، يعكس عدم قدرته على تقديم حلول فعالة لكبح مسيرة النجاح للمملكة، واستمرارها في البناء والتقدم، حيث تبقى الجزائر محاصرة بأفكار قديمة مما يضعها في موقف حرج على الساحة الدولية.